Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 22-22)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لَوَاقِحَ } حالٌ مقدرةٌ من " الرياح " . وفي اللواقح أقوال ، أحدها : أنه جمع " مُلْقِح " لأنه مِنْ أَلْقَحَ يُلْقِحُ فهو مُلْقِحٌ ، فحقُّه مَلاقِح ، فَحُذِفَتِ الميمُ تخفيفاً . يقال : أَلْقَحتِ الريحُ السحابَ ، كما يقالُ : ألقح الفحلُ الأنثى . ومثله الطوائح ، وأصلُه " المَطاوِح " لأنه مِنْ أطاح يُطيح قال : @ 2937 - لِيُبْكَ يزيدُ ضارعٌ لخصومةٍ ومُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطيح الطَّوائِحُ @@ وهذا قول أبي عبيدة . والثاني : أنها جمع لاقِح يُقال : لَقِحَتِ الريحُ : إذا حَمَلَتِ الماءَ . وقال الأزهري : " حوامِلُ تحملُ السَِّحابَ كقولك : أَلْقَحَتِ الناقةُ فَلَحِقَتْ ، إذا حَمَلَتِ الجنينَ في بطنِها ، فشُبِّهَتْ الريحُ بها ، ومنه قوله : @ 2938 - إذا لَقِحَتْ حربٌ عَوانٌ مُضِرَّةٌ ضَروسٌ تَهِرُّ الناسَ أنيابُها عُصْلُ @@ والثالث : أنها جمعُ " لاقِح " على النَسب كـ لابنِ وتامرِ ، أي : ذاتُ لِقاح ؛ لأنَّ الريحَ إذا مَرَّتْ على الماء ، ثم مَرَّتْ على السحابِ والماءِ كان فيها لِقاحٌ ، قاله الفراء . وقد تقدَّم الخلافُ في " معايش " في الأعراف ، وفي " يُنَزِّل " ، وفي " الريح " في البقرة . ولم يَبْقَ هنا إلا مَنْ أفردَ " الريح " ، فإنه يُقال : كيف نصبَ الحالَ مجموعةً عن مفردٍ ؟ وقد تقدم أن المرادَ به الجنسُ وهو جمعٌ في المعنى فلا محذورَ . قوله : { فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ } يقال : أَسْقاه وسَقاه وسيأتي بيانُهما في السورة بعدها فإنه قُرِئ بهما . واتصل الضميران هنا لاختلافِهما رتبةً ، ولو فُصِل ثانيهما لجاز عند غير سيبويه ، وهذا كما تقدَّم في قولِه { أَنُلْزِمُكُمُوهَا } [ هود : 28 ] . قوله : { وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ } جملةٌ مستأنفة و " له " متعلِّقٌ بـ " خازنين " .