Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 53-53)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمَا بِكُم } : يجوز في " ما " وجهان ، أحدهما : أن تكونَ موصولةً ، والجارُّ صلتُها ، وهي مبتدأٌ ، والخبرُ قولُه { فَمِنَ ٱللَّهِ } والفاءُ زائدةٌ في الخبر لتضمُّنِ الموصولِ معنى الشرطِ ، تقديره : والذي استقرَّ بكم . و { مِّن نِّعْمَةٍ } بيان للموصول . وقدَّر بعضُهم متعلِّق " بكم " خاصَّاً فقال : " وما حَلَّ بكم أو نزل بكم " وليس بجيدٍ ؛ إذ لا يُقَدَّرُ إلا كونٌ مطلقٌ . والثاني : أنها شرطية ، وفعلُ الشرطِ بعدها محذوفٌ وإليه نحا الفراء ، وتبعه الحوفيُّ وأبو البقاء . قال الفراء : " التقدير : وما يكنْ بكم " . وقد رُدَّ هذا بأنه لا يُحْذَفُ فعلٌ إلا بعد " إنْ " خاصةً ، في موضعين ، أحدُهما : أن يكون في باب الاشتغال نحو : { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ } [ التوبة : 6 ] لأنَّ المحذوفَ في حكمِ المذكورِ . والثاني : أن تكونَ " إنْ " متلوَّةً بـ " لا " النافية ، وأنْ يَدُلَّ على الشرطِ ما تقدَّمه من الكلامِ كقوله : @ 2982 - فطلِّقْها فَلَسْتَ لها بكُفْءٍ وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَك الحُسامُ @@ أي : وإن لا تُطَلِّقْها ، فَحَذَفَ لدلالةِ قوله " فَطَلِّقْها " عليه فإن لم توجَدْ " لا " النافيةُ ، أو كانت الأداةُ غيرَ " إنْ " لم يُحْذَفْ إلا ضرورةً ، مثالُ الأول : @ 2983 - قالَتْ بناتُ العمِّ يا سَلْمَى وإنْ كان غنياً مُعْدِماً قالت : وإنْ @@ أي : وإن كان غنياً رَضِيْتُه . ومثالُ الثاني : @ 2984 - صَعْدَة نابتةٌ في حائرٍ اَيْنَما الريحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ @@ وقول الآخر : @ 2985 - فمتى واغِلٌ يَنُبْهُمْ يُحَيُّو ه وتُعْطَفْ عليه كأسُ الساقي @@ قوله : { فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } الفاءُ جوابُ " إذا " . والجُؤار رَفْعُ الصوتِ ، قال رؤبة يصفُ راهباً . / @ 2986 - يُراوِحُ مِنْ صلواتِ المَلِيـ ـكِ طَوْراً سُجوداً وطَوْراً جُؤاراً @@ ومنهم مَنْ قَيَّده بالاستغاثة ، وأنشد الزمخشري : @ 2987 - جَآَّرُ ساعاتِ النيامِ لربِّه … @@ وقيل : الجُؤَار كالخُوار ، جَأَر الثورُ وخارَ واحد ، إلا أنَّ هذا مهموزُ العين وذلك معتلُّها . وقال الراغب : " جَأَر إذا أفرط في الدعاء والتضرع ، تشبيهاً بجُؤَارِ الوَحْشِيَّات " . وقرأ الزهري : " تَجَرون " بحذفِ الهمزةِ وإلقاء حركتها على الساكنِ قبلَها ، كما قرأ نافع " رِدَّاً " في " رِدْءاً " .