Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 76-76)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والكَلُّ : الثقيل ، والكَلُّ : العِيال ، والجمع : كُلُول . والكَلُّ : مَنْ لا وَلَدَ له ولا والدَ ، والكَلُّ أيضاً : اليتيم ، سُمِّي بذلك لثِّقْلِه على كافِلِه . قال الشاعر : @ 3007 - أَكُولٌ لِمالِ الكَلِّ قبل شبابِه إذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شديدِ @@ قوله : { أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ } شرطٌ وجزاؤُه . وقرأ ابنُ مسعودٍ وابن وثاب وعلقمةُ " يُوَجِّهْ " بهاءٍ ساكنة للجزم . وفي فاعلِه وجهان ، أحدُهما : أنه ضميرُ الباري تعالى ، ومفعولُه محذوفٌ ، تقديرُه كقراءةِ العامة . والثاني : أنه ضميرُ الأبكم ، ويكون " يُوَجِّه " لازماً بمعنى تَوَجَّه ، يقال : وَجَّه وتَوَجَّه بمعنى . وقرأ علقمةُ أيضاً وطلحةُ كذلك ، إلا أنه بضم الهاء ، وفيها أوجهُ ، أحدها : أنَّ " أينما " ليست هنا شرطيةً و " يُوَجِّهُ " خبرُ مبتدأ مضمرٍ ، أي : أينما هو يُوَجِّهُ ، أي : الله تعالى ، والمفعولُ محذوفٌ / أيضاً ، وحُذِفَتْ الياءُ مِنْ { لاَ يَأْتِ } تخفيفاً ، كما حُذِفَتْ في قولِه { يَوْمَ يَأْتِ } [ هود : 106 ] و { إِذَا يَسْرِ } [ الفجر : 4 ] . ورُدَّ هذا بأن " أينما " إما شرط أو استفهام فقط ، والاستفهام هنا غير لائق . والثاني أنَّ لامَ الكلمةِ حُذِفَتْ تخفيفاً لأجلِ التضعيفِ ، وهذه الهاءُ هي هاءُ الضمير فلم يُحِلَّها جزم . ذكر هذين الوجهين أبو الفضل الرازي . الثالث : أن " أينما " أُهْمِلَتْ حَمْلاً على " إذا " لما بينهما من الأُخُوَّة في الشرط ، كما حُمِلَتْ " إذا " عليها في الجزم في نفسِ المواضع ، وحُذِفت الياءُ مِنْ " يَأْتِ " تخفيفاً أو جزماً على التوهم ، ويكون " يُوَجِّهُ " لازماً بمعنى يَتَوَجَّه كما تقدَّم . [ وقرأ عبدُ الله أيضاً ] . وقال أبو حاتم - وقد حكى هذه القراءة - " هذه ضعيفةٌ ؛ لأنَّ الجزمَ لازمٌ " وكأنه لم يعرف توجيههَا . وقرأ علقمةُ وطلحةُ " يُوَجَّهْ " بهاءٍ واحدة ساكنةٍ للجزم والفعلُ مبنيٌّ للمفعولِ ، وهي واضحةٌ . وقرأ ابن مسعود أيضاً " تُوَجِّهْه " كالعامَّةِ ، إلا أنه بتاء الخطاب وفيه التفاتٌ . وفي الكلام حَذْفٌ ، وهو حَذْفُ المقابلِ لقوله { أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ } كأنه قيل : والآخرُ ناطِقٌ متصرفٌ في مالِه ، وهو خفيفٌ على مولاه ، أينما يُوَجِّهْهُ يأتِ بخيرٍ . ودَلَّ على ذلك قولُه : { هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } . ونَقَلَ أبو البقاء أنه قُرِئ " أينما تَوَجَّهَ " فعلاً ماضياً ، فاعلُه ضميرُ الأبكم . وقوله : { وَمَن يَأْمُرُ } الراجحُ أَنْ يكونَ مرفوعاً عطفاً على الضميرِ المرفوعِ في " يَسْتوي " ، وسَوَّغَه الفصلُ بالضمير . والنصبُ على المعيَّة مرجوحٌ . { وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ } الجملةُ : إمَّا إستئنافٌ أو حالٌ .