Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 91-91)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } : متعلقٌ بفعل النهي . والتوكيدُ مصدرُ وَكَّدُ يُوَكِّدُ بالواو ، وفيه لغةٌ أخرى : أَكَّد يُؤَكِّد بالهمز ، وهذا كقولِهم : وَرَّخْتُ الكتابَ وأرَّخْتُه ، وليست الهمزة بدلاً من واوٍ كما زعم أبو إسحق ؛ لأنَّ الاستعمالين في المادتين متساويان ، فليس ادِّعاءُ كونِ أحدهما أصلاً أَوْلَى من الآخر . وتبع مكيٌّ الزجاجَ في ذلك ثم قال : " ولا يَحْسُن أَنْ يقال : الواوُ بدلٌ من الهمزة ، كما لا يَحْسُنُ أن يقالَ ذلك في " أَحَد " ؛ إذ أصلُه " وَحَد " ، فالهمزةُ بدل من الواو " . يعني أنه لا قائلَ بالعكس ، وكذلك تَبِعه في ذلك الزمخشري أيضاً . و " تَوْكِيدها " مصدرٌ / مضافٌ لمفعوله . وأدغم أبو عمروٍ الدالَ في التاء ، ولا ثانيَ له في القرآنِ ، أعني أنه لم تُدْغَمْ دالٌ مفتوحةٌ بعد ساكنٍ إلا في هذا الحرفِ . قوله : { وَقَدْ جَعَلْتُمُ } الجملةُ حالٌ : إمَّا مِنْ فاعلِ " تَنْقُضوا " ، وأما من فاعلِ المصدرِ ، وإن كان محذوفاً .