Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 52-52)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } : فيه أوجهٌ : أحدُها : أنه بدلٌ من " قريباً " ، إذا اَعْرَبْنا " قريباً " ظرفَ زمان كما تقدم . الثاني : أنه منصوبٌ بـ " يَكونَ " قاله أبو البقاء ، وهذا مَنْ يُجيز إعمالَ الناقصةِ في الظرفِ ، وإذا جَعَلْناها تامَّةً فهو معمولٌ لها عند الجميع . الثالث : أنه منصوبٌ بضميرِ المصدرِ الذي هو اسمُ " يكون " أي : عسى أن يكونَ العَوْدُ يوم يَدْعوكم . وقد منعه أبو البقاء قال : " لأنَّ الضميرَ لا يعمل " يعني عند البصريين ، وأمَّا الكوفيون فيُعملون ضميرَ المصدرِ كمُظْهِرِه فيقولون : مروري بزيدٍ حَسَنٌ ، وهو بعمروٍ قبيحٌ " وعندهم متعلِّق بـ " هو " لأنَّه ضمير المرور ، وأنشدوا قول زهير على ذلك : @ 3075 - وما الحربُ إلا ما عَلِمْتُمْ وذُقْتُمْ وما هو عنها بالحديثِ المُرَجَّمِ @@ فـ " هو " ضميرُ المصدرِ ، وقد تَعَلَّق به الجارُّ بعده ، والبصريون يُؤَوِّلونه . الرابع : أنه منصوبٌ بفعلٍ مقدر ، أي : اذكُرْ يومَ يَدْعوكم . الخامس : أنه منصوبٌ بالبعثِ المقدَّر ، قالهما أبو البقاء . قوله : بحَمْدِه " فيه قولان ، أحدُهما : أنها حالٌ ، أي : تستجيبون حامِدِين ، أي : منقادين طائعين . والثاني : أنها متعلقةٌ بـ " يَدْعوكم " قاله أبو البقاء وفيه قَلَقٌ . قوله : { إِن لَّبِثْتُمْ } " إنْ " نافيةٌ ، وهي معلِّقَةٌ للظنِّ عن العمل ، وقلَّ مَنْ يذكرُ " إنْ " النافيةَ ، في أدواتِ تعليق هذا الباب . و " قليلاً " يجوز أن يكونَ نعتَ زمانٍ أو مصدرٌ محذوفٌ ، أي : إلا زماناً قليلاً ، أو إلا لُبْثاً قليلاً .