Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 63-63)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱذْهَبْ فَمَن } : تقدَّم أنَّ الباءَ تُدْغَمُ في الفاءِ في ألفاظٍ منها هذه ، عند أبي عمروٍ والكسائيِّ وحمزةَ في رواية خلاَّدٍ عنه بخلافٍ في قوله : { وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ } [ الحجرات : 11 ] . قوله : " جزاؤُكم " يجوز أن يكونَ الخطابُ التغليبَ لأنه تقدَّم غائبٌ ومخاطبٌ في قولِه : { فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } فغلَّب المخاطَب ، ويجوز أن يكونَ الخطابُ مراداً به " مَنْ " خاصةً ويكونُ ذلك على سبيل الالتفات . قوله : " جَزاءً " في نصبِه أوجهٌ ، أحدُها : أنه منصوبٌ على المصدرِ ، الناصبُ له المصدرُ قبله ، وهو مصدرٌ مبيِّن لنوعِ المصدرِ الأول . الثاني : أنه منصوبٌ على المصدرِ أيضاً لكن بمضمرٍ ، أي : يُجازَوْن جزاءً . الثالث : أنه حالٌ موطِّئة كجاء زيد رجلاً صالحاً . الرابع : أنه تمييزٌ وهو غيرُ مُتَعَقَّل . و " مَوْفُوراً " اسمُ مفعولٍ مِنْ وَفَرْتُه ، ووفَرَ يُستعمل متعدِّياً ، ومنه قولُ زهير : @ 3078 - ومن يَجْعَلِ المعروفَ مِنْ دُوْنِ عِرْضِهِ يَفِرْه ومَنْ لا يَتَّقِ الشتم يُشْتَمِ @@ والآيةُ الكريمةُ من هذا ، ويُستعمل لازماً يقال : وَفَرَ المالُ .