Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 12-12)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنِّيۤ } : قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالفتح ، على تقديرِ الباءِ بأني ؛ لأنَّ النداءَ يُوْصَلُ بها تقول : نادَيْتُه بكذا . قال الشاعر : أنشده الفارسيُّ @ 3276ـ نادَيْتُ باسمِ ربيعةَ بنِ مُكَدَّمٍ إنَّ المُنَوَّهَ باسمِه المَوْثُوْقُ @@ وجَوَّز ابنُ عطية أن يكون بمعنىٰ لأجْلِ . وليس بظاهر . والباقون بالكسرِ : إمَّا على إضمارِ القولِ كما هو رأيُ البصريين ، وإمَّا لأنَّ النداءَ في معنىٰ القولِ عند الكوفيين . وقوله : { أَنَاْ } يجوزُ أن يكونَ مبتدأ ، وما بعده خبرُه ، والجملةُ خبرُ " إنَّ " . ويجوزُ أن يكونَ توكيداً للضميرِ المنصوب ، ويجوزُ أَنْ يكونَ فَصْلاً . قوله : " طُوىٰ " قرأ الكوفيون وابنُ عامر " طُوىً " بضمِّ الطاءِ والتنوين . والباقون بضمِّها من غيرِ تنوين . وقرأ الحسنُ والأعمش وأبو حيوةَ وابن محيصن بكسرٍ الطاءِ منوَّناً . وابو زيدٍ عن أبي عمروٍ بكسرِها غيرَ منونٍ . فمَنْ ضَمَّ ونَوَّنَ فإنه صَرَفَه لأنَّه أَوَّله بالمكان . ومَنء مَنَعه فيحتمل أوجهاً ، أحدها : أنه مَنَعه للتأنيث باعتبار البُقْعَةِ والعَلَمِيَّة . الثاني : أنه مَنَعه للعَدْل إلى فُعَل ، وإن لم يُعْرَفِ اللفظُ المعدولُ عنه ، وجعله كعُمَر وزُفَر . والثالث : أنه اسمٌ أعجمي فَمَنْعُه للعَلَمِيَّة والعُجْمة . ومَنْ كَسَر ولم يُنَوِّن فباعتبارِ البُقْعة أيضاً . فإن كان اسماً فهو نظيرُ عِنَب ، وإن كان صفةً فهو نظير عِدَى وسِوَى . ومَنْ نَوَّنَه فباعتبار المكان . وعن الحسنِ البَصْريِّ أنه بمعنىٰ الثِّنىٰ بالكسرِ والقَصْر ، والثِّنىٰ : المكررُ مرتين ، فيكون معنى هذه القراءة أنه ظهر مرتين ، فيكون مصدراً منصوباً بلفظ " المقدَّس " لأنه بمعناه كأنه قيل : المقدَّس مرتين ، من التقديس . وقرأ عيسى بن عمر والضحَّاك " طاوِيْ اذهَبْ " . و " طُوَىٰ " : إمَّا بدلٌ من الوادي ، أو عطفُ بيانٍ له ، أو مرفوعٌ على إضمارِ مبتدأ ، أو منصوبٌ على إضمار أعني .