Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 8-8)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لأَمَانَاتِهِمْ } : قرأ ابن كثير هنا وفي " سأل " " لأماناتِهم " بالتوحيد . والباقون بالجمع . وهما في المعنىٰ واحد ؛ إذ المرادُ العمومُ والجمعُ أوفقُ . والأمانة في الأصلِ مصدرٌ ، ويُطْلق على الشيء المُؤْتَمَنِ عليه كقوله : { أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا } [ النساء : 58 ] { وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ } [ الأنفال : 27 ] وإنما يُؤَدَّىٰ ويُخان الأعيانُ لا المعاني ، كذا قال الزمخشري . أمَّا ما ذكره من الآيتين فَمُسَلَّم . وأمَّا هذا الآيةُ الكريمةُ فتحتمل المصدرَ ، وتحتمل العينَ . وقرأ الأخَوان " على صلاتِهم " بالتوحيد . والباقون " صَلَواتهم " بالجمع . وليس في المعارج خلافٌ , والإِفرادُ والجمعُ كما تقدَّم في " أمانتهم " و " أماناتهم " . قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ : كيف كرَّرَ ذِكْرَ الصلاةِ أولاً وآخراً ؟ قلت : هما ذِكْران مختلفان ، وليس بتكريرٍ ، وُصِفُوا أولاً بالخشوعِ في صلاتهم ، وآخِراً بالمحافظةِ عليها " . ثم قال : " وأيضاً فقد وُحِّدَتْ أولاً ليُفادَ الخُشوعُ في جنسِ الصلاةِ أيَّ صلاةٍ كانَتْ ، وجُمعت آخراً لتُفادَ المحافظةُ على أعدادِها ، وهي الصلواتُ الخمسُ والوِتْرُ والسُّنَنُ الراتبةُ " . قلت : وهذا إنما يَتَّجِهُ في قراءةِ غير الأخَوين . وأمَّا الأخوانِ فإنهما أُفْرِدا أولاً وآخراً . على أن الزمخشريَّ قد حَكَى الخلافَ في جَمْعِ الصلاة الثانية وإفرادِها بالنسبة إلى القراءة .