Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 33-33)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { بَلْ مَكْرُ ٱلْلَّيْلِ } : يجوز رفعُه مِنْ ثلاثةِ أوجه ، أحدها : الفاعليةُ تقديره : بل صَدَّنا مَكْرُكُمْ في هذين الوقتين . الثاني : أَنْ يكونَ مبتدأً خبرُه محذوفٌ ، أي : مَكْرُ الليلِ صَدَّنا . الثالث : العكسُ أي : سببُ كفرِنا مَكْرُكم . وإضافةُ المَكْرِ إلى الليلِ والنهار : إمَّا على الإِسنادِ المجازيِّ كقولهم : ليلٌ ماكرٌ ، فيكونُ مصدراً مضافاً لمرفوعِه ، وإمَّا على الاتساعِ في الظرف فجُعِل كالمفعولِ به ، فيكونُ مضافاً لمنصوبِه . وهذان أحسنُ مِنْ قول مَنْ قال : إنَّ الإِضافةَ بمعنى " في " أي : في الليل ؛ لأنَّ ذلك لم يَثْبُتْ في غيرِ مَحَلِّ النِّزاع . وقرأ العامَّةُ " مَكْرُ " خفيفَ الراءِ ساكنَ الكاف مضافاً لِما بعده . وابن يعمر وقتادةُ بتنوين " مكرٌ " وانتصابِ الليل والنهار ظرفَيْن . وقرأ أيضاً وسعيد بن جبير وأبو رُزَيْن بفتحِ الكافِ وتشديدِ الراء مضافاً لِما بعده . أي : كُرورُ الليل والنهار واختلافُهما ، مِنْ كَرَّ يَكُرُّ ، إذا جاء وذهب . وقرأ ابن جُبير أيضاً وطلحة وراشد القارئ - وهو الذي كان يصحِّحُ المصاحفَ أيامَ الحَجَّاج بأمرِه - كذلك إلاَّ أنه بنصبِ الراء . وفيها أوجهٌ ، أظهرُها : ما قاله الزمخشري ، وهو الانتصابُ على المصدرِ قال : " بل تَكُرُّون الإِغواءَ مَكَرَّاً دائماً لا تَفْتَرُون عنه " . الثاني : النصبُ على الظرفِ بإضمارِ فِعْلٍ أي : بل صَدَدْتُمونا مَكَرَّ الليلِ والنهارِ أي : دائماً . الثالث : أنه منصوبٌ بتَأْمُرُوننا ، قاله أبو الفَضل الرازي ، وهو غلطٌ ؛ لأنَّ ما بعد المضافِ لا يَعْمل فيما قبلَه إلاَّ في مسألةٍ واحدةٍ : وهي " غير " إذا كانَتْ بمعنى " لا " كقوله : @ 3748 إنَّ أمْرَأً خَصَّني عَمْداً مَوَدَّتَه على التَّنائي لَعِندي غيرُ مَكْفورِ @@ وتقريرُ هذا تقدَّمَ أواخرَ الفاتحة . وجاء قولُه : { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } بغيرِ عاطفٍ ؛ لأنَّه جوابٌ لقولِ الضَّعَفَةِ ، فاسْتُؤْنِفَ ، بخلافِ قولِه : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } فإنه لَمَّا لم يكنْ جواباً عُطِف . والضميرُ في " وأَسَرُّوا الندامةَ " للجميع : للأتباع والمتبوعين .