Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 30-30)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰحَسْرَةً } : العامَّةُ على نصبِها . وفيه وجهان ، أحدهما : أنها منصوبةٌ على المصدرِ ، والمنادى محذوفٌ تقديره : يا هؤلاء تَحَسَّروا حسرةً . والثاني : أنها منونةٌ لأنها منادى منكورٌ فنُصِبت على أصلها كقوله : @ 3782 أيا راكباً إمَّا عَرَضْتَ فبَلِّغَنْ نداماي مِنْ نَجْرانَ أنْ لا تَلاقِيا @@ ومعنى النداءِ هنا على المجازِ ، كأنه قيل : هذا أوانُكِ فاحْضُرِي . وقرأ قتادةُ وأُبَيٌّ في أحدِ وجهَيْه " يا حَسْرَةٌ " بالضم ، جعلها مُقْبِلاً عليها ، وأُبَيٌّ أيضاً وابن عباس وعلي بن الحسين { يٰحَسْرَةً ٱلْعِبَادِ } بالإِضافة . فيجوزُ أَنْ تكونَ الحَسْرةُ مصدراً مضافاً لفاعلِه أي : يتحسَّرون على غيرهم لِما يَرَوْنَ مِنْ عذابهم ، وأَنْ يكونَ مضافاً لمفعوله أي : يَتَحَسَّر عليهم غيرُهم . وقرأ أبو الزِّناد وابن هرمز . وابن جندب " يا حَسْرَهْ " بالهاءِ المبدلةِ مِنْ تاءِ التأنيث وَصْلاً ، وكأنَّهم أَجْرَوْا الوصلَ مُجْرى الوقفِ وله نظائرُ مَرَّتْ . وقال صاحب " اللوامح " : " وقفوا بالهاء مبالغةً في التحسُّر ، لِما في الهاءِ من التَّأَهُّه بمعنى التأوُّه ، ثم وصلوا على تلك الحال " . وقرأ ابن عباس أيضاً " يا حَسْرَةَ " بفتح التاء من غير تنوين . ووجْهُها أنَّ الأصل : يا حَسْرتا فاجْتُزِئ بالفتحة عن الألف كما اجتُزِئ بالكسرةِ عن الياء . ومنه : @ 3783 ولَسْتُ براجعٍ ما فاتَ مِنِّي بَلَهْفَ ولا بلَيْتَ ولا لو اني @@ أي : بلهفا بمعنى لَهْفي . وقُرئ " يا حَسْرتا " بالألف كالتي في الزمر ، وهي شاهدةٌ لقراءةِ ابنِ عباس ، وتكون التاءُ لله تعالى ، وذلك على سبيل المجاز دلالةً على فَرْطِ هذه الحَسْرةِ . وإلاَّ فاللَّهُ تعالى لا يُوْصَفُ بذلك . قوله : " ما يَأْتِيْهم " هذه الجملةُ لا مَحَلَّ لها ؛ لأنَّها مُفَسِّرةٌ لسبب الحسرةِ عليهم . قوله : " إلاَّ كانوا " جملةٌ حاليةٌ مِنْ مفعولٍ " يَأْتيهم " .