Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 102-102)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والضمير في " فيهم " يعودُ على الضاربين في الأرض ، وقيل : على الخائفين ، وهما محتملان ، والضميرُ في " وليأخذوا " الظاهر عَوْدُه على " طائفة " لقُربه منها ، ولأنَّ الضمير في قوله { سَجَدُواْ } لها . وقيل : يعود على طائفة أخرى وهي التي تحرس المُصَلِّية . واختار الزجاج عَوْدَه على الجميع قال : " لأنه أَهْيَبُ للعدو " . والسلاح : ما يُقاتَل به وجمعُه أَسْلِحَة وهو مذكر ، وقد يُؤَنَّث باعتبار الشوكة ، قال الطرماح : @ 1650 - يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً يشكُّ بها منها غموضَ المَغَابِنِ @@ فأعاد الضميرَ عليه كضمير المؤنثة ، ويقال : سِلاح كحِمار ، وسِلْح كضِلْع ، وسُلَح كصُرَد ، وسُلْحان كسُلْطان نقله أبو بكر بن دريد والسَّلِيح نبت إذا رَعَتْه الإِبل سَمِنَتْ وغَزُرَ لبنُها ، وما يُلْقيه البعير من جوفه يقال له " سُلاح " بزنة غُلام ، ثم عُبِّر به عن كل عَذِرة حتى قيل في الحُبارى : " سِلاحُه سُلاحه " . قوله : { لَمْ يُصَلُّواْ } الجملة في محل رفع لأنها صفة لـ " طائفة " بعد صفةٍ ، ويجوزُ أن يكونَ في محلِّ نصب على الحال ؛ لأنَّ النكرة قبلها تخصَّصت بالوصف بأخرى . وقرأ الحسن : " فَلِتَقُمْ " بكسر لام الأمر ، وهو الأصل . وقرأ أبو حيوة " وليأت " بناء على تذكير الطائفة . ورُوي عن أبي عمرو الإِظهار والإِدغامُ في " ولتأت طائفة " ووجوهُ هذه واضحة . وفي قوله { وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ } مجازٌ حيث جعل الحِذْر - وهو معنى من المعاني - مأخوذاً مع الأسلحة فجَعَلَه كالآلة ، وهو كقوله تعالى : { تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ } [ الحشر : 9 ] في أحدِ الأوجه . وقد تقدَّم الكلامُ في " لو " الواقعةِ بعد { وَدَّ } [ الآية : 109 ] هنا وفي البقرة وقرئ " أَمْتِعاتِكم " وهو الشذوذِ من حيث إنه جمع الجمعِ كقولهم : أَسْقِيات وأَعْطِيات . وقوله : { أَن تَضَعُوۤاْ } كقولِه : { أَن تَقْصُرُواْ } وقد تقدم .