Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 95-95)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } : متعلق بمحذوف لأنه حال ، وفي صاحبها وجهان ، أحدهما : أنه القاعدون ، فالعامل في الحال في الحقيقة يستوي ، والثاني : أنه الضمير المستكنُّ في " القاعدون " لأن " أل " بمعنى الذي ، أي : الذين قعدوا في هذه الحال ، ويجوز أن تكون " مِنْ " للبيان . قوله { غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ } قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم " غير " بالرفع ، والباقون بالنصب ، والأعمش بالجر . والرفع من وجهين ، أظهرهما : أنه على البدل من " القاعدون " وإنما كان هذا أظهرَ لأن الكلام نفي ، والبدلُ معه أرجحُ لِما قُرِّر في عمل النحو . والثاني : أنه رفع على الصفة لـ " القاعدون " ، ولا بد من تأويل ذلك لأن " غير " لا تتعَرَّفُ بالإِضافة ، ولا يجوز اختلافُ النعت والمنعوت تعريفاً وتنكيراً ، وتأويله : إمَّا بأن القاعدين لَمَّا لم يكونوا ناساً بأعيانهم بل أُريد بهم الجنسُ أَشْبَهوا النكرة فَوُصِفوا كما توصف ، وإمَّا بأن " غير " قد تتعرَّف إذا وقعت بين ضدَّين ، وهذا كله كما تقدم في إعراب { غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم } [ الفاتحة : 7 ] في أحد الأوجه ، وهذا كلُّه خروج عن الأصول المقررة فلذلك اخترت الأول ، ومثله : @ 1641 - وإذا اُقْرِضْتَ قَرْضاً فاجْزِهِ إنما يَجْزي الفتى غيرُ الجَمَلْ @@ برفع " غير " كذا ذكره أبو علي ، والراوية " ليس الجمل " عند غيره . والنصبُ على أحد ثلاثة أوجه ، الأول : النصبُ على الاستثناء من " القاعدون " وهو الأظهرُ لأنه المحدَّثُ عنه . والثاني : من " المؤمنين " وليس بواضحِ ، والثالث : على الحال من " القاعدون " والجرُّ على الصفة للمؤمنين ، وتأويلُه كما تقدم في وجه الرفع على الصفة . وقوله : { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ } كِلا الجارَّيْن متعلقٌ بـ " المجاهدون " و " المجاهدون " عطف على " القاعدون " قوله : { دَرَجَةً } فيها أربعة أوجه ، أحدها : أنها منصوبة على المصدر لوقوع " درجة " موقعَ المَرَّة من التفضيل كأنه قيل : فَضَّلهم تفضيلةً نحو : " ضربته سوطاً " الثاني : أنها حال من " المجاهدين " أي : ذوي درجة . الثالث : أنها منصوبة انتصابَ الظرف أي : في درجة ومنزلة . الرابع : انتصابها على إسقاط الخافض أي : بدرجة . قوله : { وَكُـلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } " كلاً " مفعول أول لـ " وعد " مقدماً عليه ، و " الحسنى " مفعول ثان . وقرئ : " وكلُّ " على الرفع بالابتداء ، والجملة بعده خبره ، والعائد محذوف أي : وعده ، وهذه كقراءة ابن عامر في سورة الحديد { وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } [ الآية : 10 ] . قوله " أجراً " في نصب أربعة أوجه ، أحدهما : النصب على المصدر من معنى الفعل الذي قبله لا من لفظه ؛ لأن معنى " فَضَّل الله " آجرَ . الثاني : النصب على إسقاطِ الخافض أي : فضَّلهم بأجر . الثالث : النصب على أنه مفعولٌ ثانٍ ؛ لأنه ضَمَّن " فضَّل " أعطى ، أي : أعطاهم أجراً تَفَضُّلاً منه . الرابع : أنه حال من " درجات " قال الزمخشري : " وانتصب " أجراً " على الحال من النكرة التي هي " درجات " مقدَّمةً عليها " وهو غير ظاهر ؛ لأنه لو تَأَخَّر عن " درجات " لم يجز أن يكون نعتاً لـ " درجات " لعدم المطابقة ، لأنَّ " درجات " جمع ، و " أجر " مفرد . كذا ردَّه بعضهم ، وهي غفلة ، فإنَّ " أجراً " مصدرٌ ، والأفصحُ فيه أن يُوَحَّدَ ويُذَكَّر مطلقاً .