Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 26-26)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ } : " ما " موصولةٌ أو موصوفةٌ . وفي " إنْ " ثلاثةُ أوجهٍ : شرطية وجوابُها محذوفٌ . والجملةُ الشرطيةُ صلةُ ما والتقديرُ : في الذي إنْ مَكَّنَّاكم فيه طَغَيْتُم . والثاني : أنها مزيدةٌ تشبيهاً للموصولةِ بـ " ما " النافيةِ والتوقيتيةِ . وهو كقوله : @ 4047 يُرَجِّي المرءُ ما إنْ لا يَراهُ وتَعرِضُ دونَ أَدْناه الخُطوبُ @@ والثالث : - وهو الصحيحُ - أنها نافيةٌ بمعنى : مَكَّنَّاهم في الذي ما مكَّنَّاكم فيه من القوةِ والبَسْطَةِ وسَعَةِ الأرزاق . ويدلُّ له قولُه تعالى في مواضعَ : { كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [ الروم : 9 ] وأمثالِه . وإنما عَدَلَ عن لفظِ " ما " النافية إلى " إنْ " كراهيةً لاجتماعِ متماثلَيْن لفظاً . قال الزمخشري : " وقد أَغَثَّ أبو الطيبِ في قولِه : @ 4048 لَعَمْرُك ما ما بان منك لِضاربٍ … @@ وما ضَرَّه لو اقتدى بعُذوبة لفظِ التنزيل فقال : " ما إنْ بانَ منك " . قوله : " فما أَغْنَى " يجوزُ أَنْ تكونَ " ما " نفياً ، وهو الظاهرُ أو استفهاماً للتقرير . واستبعده الشيخُ لأجْلِ قولِه : " مِنْ شيء " قال : " إذ يصيرُ التقديرُ : أيُّ شيء أغنى عنهم مِنْ شيءٍ ، فزاد " مِنْ " في الواجب ، وهو لا يجوزُ على الصحيح " . قلت : قالوا تجوزُ زيادُتها في غيرِ الموجَبِ وفََسَّروا غيرِ الموجَبِ بالنفيِ والنهيِ والاستفهامِ ، وهذا استفهامٌ . قوله : " إذ كانوا " معمولٌ لـ " أَغْنى " وهي مُشْرَبَةٌ معنى التعليلِ أي : لأنهم كانوا يَجْحَدُون .