Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 4-4)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَإِذَا لَقِيتُمُ } : العاملُ في هذا الظرفِ فعلٌ مقدر هو العاملُ في " ضَرْبَ الرِّقاب " تقديرُه : فاضربوا الرقابَ وقتَ ملاقاتِكم العدوَّ . ومنع أبو البقاء أَنْ يكونَ المصدر نفسُه عاملاً قال : " لأنه مؤكَّدٌ " . وهذا أحدُ القولَيْن في المصدرِ النائبِ عن الفعل نحو : " ضَرْباً زيداً " هل العملُ منسوبٌ إليه أم إلى عامِله ؟ ومنه : @ 4050 على حينَ أَلْهى الناسَ جُلُّ أمورِهمْ فنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالبِ @@ فالمالَ منصوبٌ : إمَّا بـ " انْدُلْ " أو بـ " نَدْلا " ، والمصدر هنا أُضيف إلى معمولِه . وبه اسْتُدِلَّ على أنَّ العملَ للمصدرِ لإِضافتِه إلى ما بعدَه ، ولو لم يكنْ عامِلاً لما أُضِيْفَ إلى ما بعده . قوله : " حتى إذا " هذه غايةٌ للأمرِ بضَرْبِ الرقاب . وقرأ السُّلَمِيُّ " فَشِدُّوا " بكسر الشين . وهي ضعيفةٌ جداً . والوَثاق بالفتح - وفيه الكسر - اسمُ ما يُوْثَقُ به . قوله : { فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً } فيهما وجهان ، أشهرهما : أنهما منصوبان على المصدر بفعلٍ لا يجوزُ إظهارُه ؛ لأنَّ المصدرَ متى سِيْقَ تفصيلاً لعاقبةِ جملةٍ وَجَبَ نصبُه بإضمارِ فِعْلٍ لا يجوزُ إظهارُه والتقديرُ : فإمَّا أَنْ تَمُنُّوا مَنًّا ، وإمَّا تُفادُوا فداءً . ومثله : @ 4051 لأَجْهَدَنَّ فإمَّا دَرْءُ واقِعَةٍ تُخْشَى وإمَّا بلوغُ السُّؤْلِ والأَمَلِ @@ والثاني : - قاله أبو البقاء - أنهما مفعولان بهما لعاملٍ مقدرٍ تقديره : " أَوْلُوْهُمْ مَنَّاً ، واقْبَلوا منهم فداءً " . قال الشيخ : " وليس بإعرابِ نحوي " . وقرأ ابن كثير " فِدَى " بالقصر . قال أبو حاتم : " لا يجوزُ ؛ لأنه مصدرُ فادَيْتُه " ولا يُلْتَفت إليه ؛ لأنَّ الفراءَ حكى فيه أربعَ لغاتٍ : المشهورةُ المدُّ والإِعرابُ : فداء لك ، وفداءٍ بالمد أيضاً والبناء على الكسر والتنوين ، وهو غريبٌ جداً . وهذا يُشْبه قولَ بعضِهم " هؤلاءٍ " بالتنوين ، وفِدى بالكسر مع القصر ، وفَدَى بالفتح مع القصرِ أيضاً . والأَوْزارُ هنا : الأَثْقال ، وهو مجازٌ . قيل : هو مِنْ مجاز الحَذْف أي : أهل الحرب . والأَوْزار عبارةٌ عن آلاتِ الحرب . قال الشاعر : @ 4052 وأَعْدَدْت للحَرْبِ أوزارَها رِماحاً طِوالاً وخَيْلاً ذُكوراً @@ و " حتى " الأولى غايةٌ لضَرْبِ الرِّقاب ، والثانيةُ لـ " شُدُّوا " . ويجوزُ أَنْ يكونا غايتين لضَرْبِ الرِّقابِ ، على أنَّ الثانيةَ توكيدٌ أو بدلٌ . قوله : " ذلك " يجوزُ أَنْ يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ أي : الأمرُ ذلك ، وأَنْ ينتصِبَ بإضمارِ افْعَلوا . قوله : " ليَبْلُوَ بَعْضَكم " أي : ولكنْ أَمَرَكم بالقتال ليَبْلُوَ . قوله : " قُتِلُوا " قرأ العامَّةُ " قاتلوا " وأبو عمروٍ وحفص " قُتِلوا " مبنياً للمفعولِ على معنى : أنَّهم قُتِلوا وماتوا ، أصاب القتلُ بعضَهم كقولِه : { قُتِل مَعَهُ رِبِّيُّونَ } . وقرأ الجحدري " قَتَلوا " بفتح القاف والتاءِ خفيفةً ، ومفعولُه محذوفٌ . وزيد بن ثابت والحسن وعيسى " قُتِّلوا " بتشديد التاء مبنياً للمفعول . / وقرأ أمير المؤمنين علي " تُضَلَّ " مبنياً للمفعولِ " أعمالُهم " بالرفع لقيامِه مَقامَ الفاعلِ . وقُرِئَ " تَضِلَّ " بفتح التاء ، " أعمالُهم " بالرفع فاعلاً .