Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 25-25)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلْهَدْيَ } : العامَّةُ على نصبِه . والمشهورُ أنَّه نسقٌ على الضميرِ المنصوبِ في " صَدُّوْكم " . وقيل : نُصِبَ على المعيَّةِ . وفيه ضَعْفٌ لإِمكان العطفِ . وقرأ أبو عمروٍ في روايةٍ بجرِّه عطفاً على " المسجد الحرام " ، ولا بُدَّ مِنْ حذفِ مضافٍ أي : وعن نَحْرِ الهَدْي . وقُرِئ برفعِه على أنه مرفوعٌ بفعلٍ مقدرٍ لم يُسَمَّ فاعلُه أي : وصُدَّ الهَدْيُ . والعامة على فتح الهاءِ وسكونِ الدالِ ورُوي عن أبي عمروٍ وعاصم وغيرِهما كسرُ الدالِ وتشديدُ الياء . وحكى ابن خالويه ثلاثَ لغاتٍ : الهَدْيُ وهي الشهيرةُ لغةُ قريشٍ والهَدِيُّ والهَدَى . قوله : " مَعْكوفاً " حالٌ من الهدي أي : محبوساً يُقال : عَكَفْتُ الرجلَ عن حاجتِه . وأنكر الفارسيُّ تعديةَ " عَكَفَ " بنفسِه وأثبتَها ابنُ سيده والأزهريُّ وغيرُهما ، وهو ظاهرُ القرآنِ لبناء اسمِ المفعول منه . قوله : " أَنْ يَبْلُغَ " فيه أوجهٌ ، أحدها : أنَّه على إسقاطِ الخافضِ أي : عَنْ أَنْ ، أو مِنْ أَنْ . وحينئذٍ يجوزُ في هذا الجارِّ المقدرِ أن يتعلَّقَ بـ " صَدُّوكم " ، وأن يتعلَّقَ بمعكوفاً أي : مَحْبوساً عن بلوغِ محلِّه أو من بلوغِ مَحِلِّه . الثاني : أنه مفعولٌ مِنْ أجله ، وحينئذٍ يجوز أن يكونَ علة للصدِّ ، والتقدير : صَدُّوا الهَدْيَ كراهةَ أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّه ، وأن يكون علةً لمعكوفاً أي : لأجل أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّه ، ويكون الحبسُ من المسلمين . الثالث : أنه بدلٌ من الهَدْي بدلُ اشتمالٍ أي : صَدُّوا بلوغَ الهَدْيِ مَحِلَّه . قوله : " لم تَعْلَموهم " صفةٌ للصِّنفَيْن وغَلَّب الذكورَ . قوله : " أَنْ تَطَؤُوْهم " يجوز أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ رجال ونساء ، وغَلَّبَ الذكورَ كما تقدَّمَ ، وأن يكونَ بدلاً مِنْ مفعول " تَعْلَموهم " فالتقدير على الأول : ولولا وَطْءُ رجالٍ ونساءٍ غيرِ معلومين ، وتقدير الثاني : لم تعلموا وَطْأَهم ، والخبرُ محذوفٌ تقديره : ولولا رجالٌ ونساء موجودون أو بالحضرة . وأمَّا جوابُ " لولا " ففيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدها : أنَّه محذوفٌ لدلالةِ جواب لو عليه . والثاني : أنه مذكورٌ . وهو " لَعَذَّبْنا " ، وجوابُ " لو " هو المحذوفُ ، فَحَذَفَ من الأول لدلالةِ الثاني ، ومن الثاني لدلالةِ الأول . والثالث : أنَّ " لَعَذَّبْنا " جوابُهما معاً وهو بعيدٌ إن أرادَ حقيقة ذلك . وقال الزمخشري قريباً مِنْ هذا ، فإنَّه قال : " ويجوزُ أَنْ يكونَ " لو تَزَيَّلوا " كالتكرير لـ { لَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ } لمَرْجِعِهما إلى معنىً واحدٍ ، ويكون " لَعَذَّبْنا " هو الجوابَ " . ومنع الشيخ مرجِعَهما لمعنى واحدٍ قال : " لأنَّ ما تعلَّق به الأولُ غيرُ ما تعلَّق به الثاني " . قوله : " فتُصيبَكم " نَسَقٌ على " أَنْ تَطَؤُوهم " . وقرأ ابن أبي عبلةَ وأبو حيوة وابنُ عونٍ " لو تَزايَلوا " على تفاعَلوا . والضمير في " تَزَيَّلوا " يجوز أَنْ يعودَ على المؤمنين فقط ، أو على الكافرين أو على الفريقين أي : لو تَمَيَّز هؤلاء مِنْ هؤلاء لَعَذَّبْنا . والوَطْءُ هنا : عبارةٌ عن القتلِ والدَّوْسِ . قال عليه السلام : " اللَّهم اشدُدْ وَطْأتك على مُضَرَ " ، وأنشدوا : @ 4079 ووَطِئْتَنا وَطْئاً على حَنَق وَطْءَ المقيَّدِ ثابِتَ الهَرْمِ @@ والمَعَرَّة : الإِثم . قوله : " بغيرِ عِلْمٍ " يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه صفةٌ لـ " مَعَرَّةٍ " ، أو أَنْ يكونَ حالاً مِنْ مفعول " تُصيبكم " . وقال أبو البقاء : " من الضمير المجرورِ " يعني في " منهم " ولا يَظْهر معناه ، أو أن يتعلَّقَ بـ " يُصيبكم " ، أو أن يتعلَّقَ بـ " تَطَؤُوْهم " . قوله : " لِيُدْخِلَ اللَّهُ " متعلقٌ بمقدرٍ أي : كان انتفاءُ التسليطِ على أهلِ مكةَ وانتفاءُ العذابِ ليُدْخِلَ اللَّهُ .