Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 6-6)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مُّصَدِّقاً } : حالٌ وكذلك " مُبَشِّراً " والعاملُ " رسول " لأنَّه بمعنى المُرْسَل . قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ بِمَ انتصَبَ مُصَدِّقاً مُبَشِّراً ، أبما في الرسول مِنْ معنى الإِرسال أم بإليكم ؟ قلت : بمعنى الإِرسال ؛ لأنَّ " إليكم " صلةٌ للرسول ، فلا يجوزُ أن تعملَ شيئاً ، لأنَّ حروفَ الجرِّ لا تعملُ بأنفسِها ، ولكنْ بما فيها مِنْ معنى الفعل ، فإذا وقعَتْ صِلاتٍ لم تتضمَّنْ معنى فعلٍ فمِنْ أين تعملُ " انتهى . يعني بقوله : " صلات " أنها متعلقةٌ برسول صلةً له ، أي : متصلٌ معناها به ، لا الصلةُ الصناعيةُ . و " يأتي مِنْ بعدي " و " اسمُه أحمدُ " جملتان في موضعِ جرٍّ نعتاً لرسول أو " اسمُه أحمدُ " في موضعِ نصبٍ على الحالِ مِنْ فاعل " يَأْتي " أو تكونُ الأولى نعتاً ، والثانيةُ حالاً . وكونُهما حالَيْن ضعْيفٌ لإِتيانِهما من النكرة ، وإنْ كان سيبويه يُجَوِّزه . و " أحمدُ " يَحْتمل النقلَ من الفعل المضارع ، أو من أفعلِ التفضيل ، والظاهرُ الثاني ، وعلى كلا الوجهَين فمنعُه من الصَرفِ للعلميةِ والوزنِ الغالبِ ، إلاَّ أنه على الأول يمتنعُ معرفةً وينصرف نكرةً ، وعلى الثاني يمتنع تعريفاً وتنكيراً ، لأنه تَخْلُفُ العلميةَ الصفةُ . وإذا نُكِّر بعد كونِه عَلَماً جَرى فيه خلافُ سيبويه والأخفشِ ، وهي مسألةٌ مشهورة بين النحاة . وأنشد حسان رضي الله عنه يمدح النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وصَرَفَه : @ 4258ـ صلَّى الإِلهُ ومَنْ يَحُفُّ بعرشِه والطيبونَ على المباركِ أحمدِ @@ " أحمد " بدل أو بيان للمبارك . قوله : { هَـٰذَا سِحْرٌ } قد تقدَّم خلافُ القراء فيها في المائدة . وقال الشيخ هنا : " وقرأ الجمهور " سِحْرٌ " وعبد الله وطلحة والأعمش وابن وثاب " ساحر " ، وترك ذِكْرَ الأخوَيْن .