Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 19-19)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { طَآئِفٌ } : أي هَلاكٌ ، أو بلاءٌ ، طائفٌ . والطائفُ غَلَبَ في الشرِّ . قال الفراء : " هو الأمرُ الذي يأتي ليلاً . ورُدَّ عليه بقولِه : { إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ } [ الأعراف : 201 ] ، وذلك لا يختصُّ بلَيْلٍ ولا نهارٍ . وقرأ النخعي " طَيْفٌ " . وقد تقدَّم في الأعراف الكلامُ على هذينِ الوصفَيْن . و " منْ رَبِّك " يجوزُ أن يتعلَّقَ بـ " طاف " ، وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ صفةً لـ طائف . والصِّرامُ : جُذاذُ النخلِ . وأصلُ المادةِ الدلالةُ على القَطْعِ ، ومنه الصُرْمُ والصَّرْمُ بالضم والفتح ، وهو القَطيعةُ . قال امرؤُ القيس : @ 4300ـ أفاطمُ مَهْلاً بعضَ هذا التدلُّلِ وإن كُنْتِ قد أَزْمَعْتِ صَرْمي فأَجْملي @@ ومنه الصَّريمةُ ، وهي قطعةٌ مَنْصَرمةٌ عن الرمل . قال : @ 4301ـ وبالصَّرِيْمَةِ منهم مَنْزِلٌ خَلِقٌ عافٍ تَغَيَّرِ إلاَّ النؤيُ والوَتِدُ @@ والصَّارم : القاطِعُ الماضي ، وناقة مُصَرَّمَةٌ ، أي : انقطع لبنُها . وانْصَرَمَ الشهرُ والسَّنَةُ ، أي : قَرُبَ انفصالُهما . وأَصْرَمَ : ساءَتْ حالُه ، كأنه انقطعَ سَعْدُه . وقوله " كالصريم " قيل : هي الأشجارُ المُنْصَرِمُ حَمْلُها . وقيل : كالليلِ لأنه يُقال له الصَّريمُ لسَوادِه . والصَّريمُ أيضاً : النهارُ . وقيل : الصبحُ ، فهو من الأضدادِ . وقال شَمِر : الصَّريم الليلُ ، والصَّريم النهار ؛ لانصرامِ هذا عن ذاك وذاك عن هذا . وقيل : هو الرَّمادُ بلغة خُزَيْمَةَ ، قاله ابنُ عباس . وقيل : الصَّريمُ رَمْلَةٌ معروفةً باليمن لا تُنْبِتُ شيئاً . وفي التفسير : أنَّ جَنَّتَهم صارت كذلك . ويُرْوَى أنها اقْتُلِعَتْ ووُضِعتْ حيث الطائفُ اليوم ؛ ولذلك سُمِّي به " الطائفُ " الذي هو بالحجازِ اليومَ .