Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 158-158)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِلَيْكُمْ } : متعلقٌ بـ " رسول " ، و " جميعاً " حال من المجرور بـ إلى . قوله : { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ } يجوز فيه الرفع والنصب والجر ، فالرفعُ والنصبُ على القطع وقد مرَّ غيرَ مرة . والجرُّ من وجهين : إمَّا النعتِ للجلالة ، وإمَّا البدلِ منها . قال الزمخشري : " ويجوز أن يكون جَرّاً على الوصفِ وإن حِيل بين الصفة والموصوف بقوله " إليكم جميعاً " . وقد استضعف أبو البقاء هذا ووجهَ البدل فقال : " ويَبْعُدُ أن يكونَ صفة لله أو بدلاً منه لِما فيه من الفصل بينهما بـ " إليكم " وبحالٍ ، وهو متعلِّق بـ " رسول " . قوله : { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا محلَّ لهذه الجملةِ من الإِعراب ، إذ هي بدلٌ من الصلةِ قبلها ، وفيها بيانٌ لها ، لأنَّ مَنْ مَلَكَ العالَم كان هو الإِلهَ على الحقيقة . وكذا قوله " يحيي ويميت " هي بيانٌ لقوله { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } سِيْقَتْ لبيان اختصاصه بالإِلهية لأنه لا يَقْدِرُ على الإِحياءِ والإِماتةِ غيرُه ، قال ذلك الزمخشري . قال الشيخ : " وإبدالُ الجملِ من الجمل غيرِ المشتركة في عاملٍ لا نعرفه " . وقال الحوفي : " إنَّ " يحيي ويميت " في موضع خبر " لا إله " . قال : " لأن الإِله في موضع رفع بالابتداء ، و " إلا هو " بدلٌ على الموضع " قال : " والجملةُ أيضاً في موضع الحال من اسم الله " . قلت : يعني بالجملة قولَه { لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ } ويعني باسم الله ، أي الضمير في " له مُلْك " ، أي : استقرَّ له الملك في حال انفراده بالإِلهية . وقال الشيخ : " والأحسن أن تكون هذه جملاً مستقلة من حيث الإِعراب ، وإن كان متعلقاً بعضُها ببعض من حيث المعنى " . وقال في إعراب الحوفي المتقدم : " إنه متكلِّفٌ " وهو كما قال . وقرأ مجاهد وعيسى " وكلمة " بالتوحيد ، والمراد بها الجنس كقوله : " أصدقُ كلمةٍ قالها شاعر كلمة لبيد " ، ويسمُّون القصيدة كلها كلمةً ، وقد تقدَّم لك شرح هذا . قوله : { فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } قال الزمخشري : " فإن قلت : هَلاَّ قيل : فآمنوا بالله وبي بعد قوله : { إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } . قلت : عَدَل عن المضمر إلى الاسم الظاهر لتجري عليه الصفاتُ التي أُجْرِيَتْ عليه ، ولِما في طريقة الالتفات من البلاغة ، وليُعْلِم أنَّ الذي يجب الإِيمان به واتِّباعه هو هذا الشخص المستقلّ بأنه النبيُّ الأميُّ الذي يؤمن بالله وكلماته كائناً مَنْ كان أنا أو غيري إظهاراً للنَّصَفة وتفادياً من العصبية لنفسه " .