Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 53-53)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { تَأْوِيلَهُ } : قد تقدَّم ذلك في آل عمران . وقال الزمخشري ههنا : " والتأويل مادتُه من همزة وواو ولام مِنْ آل يؤول " وقال الخطابي : " أَوَّلْتُ الشيءَ رَدَدْتُه إلى أوله ، واللفظةُ مأخوذةٌ من الأول " . قال الشيخ : وهو خطأٌ لاختلاف المادتين " . و " يومَ " منصوب بـ " يقول " ، وقد جاءَتْ منصوبةً بالقول ، و " بالحق " يجوز أن تكونَ الباءُ للحال ، وأن تكونَ للتعدية أي : جاؤوا ملتبسين بالحق أو أجاؤوا الحق . قوله : { مِن شُفَعَآءَ } " مِنْ " مزيدة في المبتدأ و " لنا " خبرٌ مقدم . ويجوز أن يكونَ " من شفعاء " فاعلاً و " مِنْ " مزيدة أيضاً ، وهذا جائزٌ عند كل أحد لاعتماد الجارِّ على الاستفهام . وقوله : " فيشفعوا " منصوب بإضمار " أَنْ " في جواب الاستفهام ، فيكون قد عَطَفْتَ اسماً مؤولاً على اسمٍ صريح أي : فهل لنا شفعاء فشفاعة منهم لنا . قوله : { أَوْ نُرَدُّ } الجمهور عَلَى رفع " نُرَدُّ " ونصب " فنعملَ " ، فَرَفْعُ " نردُّ " على أنه عَطَفَ جملةً فعلية وهي " نُرَدُّ " على جملة اسمية وهي : هل لنا من شفعاء فيشفعوا ، ونصبُ " فنعملَ " على ما انتصب عليه " فيشفعوا " . وقرأ الحسنُ برفعهما على ما تقدم ، كذا روى عنه ابن عطية وغيره . وروى عنه الزمخشري نصب " نُرَدّ " ورفع " فنعمل " . وقرأ أبو حيوة وابن أبي إسحاق بنصبهما . فنصبُ " نُرَدَّ " عطفاً على " فيشفعوا " جواباً على جواب ، ويكون الشفعاء في أحد شيئين : إمَّا في خلاصهم من العذاب ، وإمَّا في رجوعهم للدنيا ليعملوا صالحاً ، والشفاعةُ حينئذ منسحبةٌ على الخلاص أو الردّ ، وانتصب " فنعملَ " نسقاً على " فنردَّ " ، ويجوز أن يكون " أو نُرَدَّ " من باب " لألزمنَّكَ أو تقضيَني حقي " إذا قدَّرناه بمعنى : حتى تقضيَني أو كي تقضيَني ، غَيَّا اللزومَ بقضاء الحق أو عَلَّله به فكذلك الآية الكريمة أي : حتى نُرَدَّ أو كي نُرَدَّ ، والشفاعةُ حينئذ متعلقةٌ بالردِّ ليس إلا ، وأمَّا عند من يقدِّر " أو " بمعنى " إلا " في المثال المتقدم وهو سيبويه فلا يظهر معنى الآية عليه ، إذ يَصير التقدير : هل يشفع لنا شفعاءُ إلا أن نُرَدَّ . وهذا استثناءٌ غير ظاهر . وقوله : " ما كانوا " فاعل " ضَلَّ " ، و " ما " موصولةٌ عائدها محذوف .