Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 18-19)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ } : جمهورُ القراء من السبعة وغيرهم على الجمع . وقرأ الجحدري وحماد بن أبي سلمة عن ابن كثير بالإِفراد . والتوجيهُ يُؤْخذ مما تقدم . والظاهر هنا أن الجمعَ هنا حقيقةٌ ، لأن المرادَ جميع المؤمنين العائدين لجميع مساجد أقطار الأرض . قوله : { سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ وَعِمَارَةَ } الجمهور على قراءتهما مصدرين على فِعالة ، كالصِّيانة والوِقاية والتِّجارة ، ولم تُقْلب الياء همزة ، لتحصُّنها بتاء التأنيث بخلاف رِداء ، وعَباءة لطُروء تاء التأنيث فيها ، وحينئذٍ فلا بُدَّ مِن حذف مضاف : إمَّا من الأول ، وإمَّا من الثاني ليتصادقَ المجعولان ، والتقدير : أجعلتمْ أهلَ سقايةِ الحاجِّ وعِمارةَ المسجد الحرام كمَنْ آمن ، أو أَجَعَلْتم السقاية والعِمارة كإيمان مَنْ آمن ، أو كعملِ مَنْ آمن . وقرأ ابن الزبير والباقر وأبو وَجْرة " سُقاة " و " عَمَرَة " بضم السين وبعد الألف تاء التأنيث ، وعَمَرة بفتح العين والميم دون ألف . وهما جمع ساقٍ وعامر كما يُقال : قاضٍ وقُضَاة ورَام ورُماة وبارّ وبَرَرة وفاجِر وفَجَرة . والأصل : سُقَيَة ، فَقُلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها . ولا حاجةَ إلى تقديرِ حذفِ مضافٍ ، وإن احتيج إليه في قراءة الجمهور . وقرأ سعيد بن جبير كذلك إلا أنه نَصَبَ " المسجد الحرام " بـ " عَمَرَة " وحَذَفَ التنوينَ لالتقاء الساكنين كقوله : @ 2475 ـ … ولا ذاكرَ اللَّهَ إلا قليلا @@ وقوله : { قُل هُوَ ٱللَّهُ أَحَدُ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } [ الإخلاص : 1 - 2 ] . وقرأ الضحاك " سُقاية " بضم السين و " عمرة " ، وهما جمعان أيضاً ، وفي جمع " ساقٍ " على فُعالة نظرٌ لا يَخْفى . والذي ينبغي أن يُقالَ ولا يُعْدَلَ [ عنه ] أن يُجعل هذا جمعاً لسِقْي ، والسِّقْي هو الشيء المَسْقِيّ كالرِّعْي والطِّحْن ، وفِعْل يُجمع على فُعال ، قالوا : ظِئْر وظُؤار ، وكان مِنْ حقه أن لا تدخلَ عليه تاءُ التأنيث كما لم تدخل في " ظُؤَار " ، ولكنه أنَّث الجمعَ كما أنَّث في قولهم حِجارة وفُحولة . ولا بد حينئذٍ من تقديرِ مضافٍ أي : أجعلتم أصحابَ الأشياءِ المَسْقِيَّة كمَنْ آمن . قوله : { لاَ يَسْتَوُونَ } في وجهان / أظهرهما : أنها مستأنفة ، أخبر تعالى بعدم تساوي الفريقين . والثاني : أن يكونَ حالاً من المفعولين للجَعْل والتقدير : سوَّيْتُهم بينهم في حال تفاوتهم .