Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 8-9)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قَدْ أَفْلَحَ } : فيه وجهان ، أحدُهما : أنه جوابُ القسم ، والأصل : لقد ، وإنما حُذِفَتْ لطولِ الكلامِ . والثاني : أنه ليس بجوابٍ وإنما جيْءَ به تابعاً لقولِه { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } على سبيل الاستطرادِ ، وليس مِنْ جوابِ القسم في شيءٍ ، فالجوابُ محذوفٌ تقديرُه : ليُدَمْدِمَنَّ اللَّهُ عليهم ، أي : على أهلِ مكةَ لتكذيبِهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، كما دَمْدَم على ثمودَ لتكذيبِهم صالحاً صلَّى الله عليه وسلم ، قال معناه الزمخشري ، وقدَّره غيرُه : لتُبْعَثُنَّ . وقوله : { طَحَاهَا } [ الشمس : 3 ] ، أي : دَحاها ، وقد تقدَّم معناه . وفيه لغتان ، يقال : طحا يَطْحوا وطحىٰ يَطْحي . ويجيءُ طحا بمعنى ذهب ، قال علقمة : @ 4579ـ طحابك قَلْبٌ في الحِسانِ طَروبُ بُعَيْدَ الشبابِ عَصْرَ حان مَشيبُ @@ ويقال : طحا بمعنى ارتفعَ . وفي أقسامِهم : " ولا والقمرِ الطَّاحي " ، أي : المرتفعُ . وفاعلُ " زكَّاها " و " دَسَّاها " الظاهرُ أنه ضميرُ " مَنْ " وقيل : ضميرُ الباري تعالىٰ ، أي : مَنْ زكاهَّا اللَّهُ ، ومَنْ دَسَّاها اللَّهُ ، أي : مَنْ زَكَّى اللَّهُ نفسَه . وأنْحَىٰ الزمخشريُّ على صاحبِ هذا القولِ لمنافرتِة مذهبَه ، والحقُّ أنَّه خلافُ الظاهرِ ، لا لما قال الزمخشريُّ ، بل لمنافرةِ نظمِه للاحتياجِ إلى عَوْدِ الضميرِ على النفسِ مقيدةً بإضافتِها إلى ضمير " مَنْ "