Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 1-19)

Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللغَة : { شِيَعاً } فِرقاً وأصنافاً { يَسْتَحْيِي } يتركه حيّاً ولا يقتله { نَّمُنَّ } نتفضل وننعم { ٱليَمِّ } البحر { فَارِغاً } خالياً { ٱلْمَرَاضِعَ } جمع مُرضِع ، وأما المرضعة فجمعها مرضعات وهي التي ترضع الطفل اللبن { عَن جُنُبٍ } عن بعد ومنه الأجنبي للبعيد غير القريب { وَكَزَهُ } الوكز : الضرب بجُمْع الكف أي بكفه مجموعةً قال أهل اللغة : الوكزُ واللكز كلاهما بمعنى واحد وهو الضرب بجمع الكفّ على الصدر ، وقيل : الوكز في الصدر ، واللكزُ في الظهر ، وجمع الكف : الكف المقوضةُ الأصابع { ظَهِيراً } عوناً { يَسْتَصْرِخُهُ } يستغيثه والاستصراخ الاستغاثة وهو من الصراخ لأن المستغيث يصرخ ويرفع صوته طلباً للغوث قال الشاعر : @ كنا إذا ما أتانا صارخ فزعٌ كان الصراخ له قرع الظنابيب @@ { يَبْطِشَ } البطش : الأخذ بالشدة والعنف ، بطش ويبطش ويبطش بالكسر والضم . التفسِير : { طسۤمۤ } الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن الكريم ، والإِشارة إلى أن هذا الكتاب المعجز في فصاحته وبيانه مركبٌ من أمثال هذه الحروف الهجائية { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } أي هذه آيات القرآن الواضح الجلي ، الظاهر في إعجازه ، الواضح في تشريعه وأحكامه { نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِٱلْحَقِّ } أي نقرأ عليك يا محمد بواسطة الروح الأمين من الأخبار الهامة عن موسى وفرعون من الحق الذي لا يأتيه الباطل ، والصدق الذي لا ريب فيه ولا كذب { لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } أي لقومٍ يصدقون بالقرآن فينتفعون … ثم بدأ بذكر قصة فرعون الطاغية فقال { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } أي استكبر وتجبَّر ، وجاوز الحد في الطغيان في أرض مصر { وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً } أي جعل أهلها فرقاً وأصنافاً في استخدامه وطاعته { يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ } أي يستعبد ويستذل فريقاً منهم وهم بنوا إسرائيل فيسومهم سوء العذاب { يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } أي يقتّل أبناءهم الذكور ويترك الإِناث على قيد الحياة لخدمته وخدمة الأقباط قال المفسرون : سبب تقتيله الذكور أن فرعون رأى في منامه أن ناراً عظيمةً أقبلت من بيت المقدس وجاءت إلى أرض مصر فأحرقت القبط دون بني إسرائيل ، فسأل عن ذلك المنجّمين والكهنة ، فقالوا له : إن مولوداً يولد في بني إسرائيل ، يذهب ملكك على يديه ، ويكون هلاكك بسببه فأمر أن يقتل كل ذكر من أولاد بني إسرائيل { إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي من الراسخين في الفساد ، المتجبرين في الأرض ، ولذلك ادعى الربوبية وأمعن في القتل وإذلال العباد { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي ونريد برحمتنا أن نتفضل وننعم على المستضعفين من بني إسرائيل فننجيهم من بأس فرعون وطغيانه { وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً } أي ونجعلهم أئمة يقتدى بهم في الخير بعد أن كانوا أذلاء مسخرين قال ابن عباس : { أَئِمَّةً } قادة في الخير ، وقال قتادة : ولاةً وملوكاً { وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ } أي ونجعل هؤلاء الضعفاء وارثين لملك فرعون وقومه ، يرثون ملكهم ويسكنون مساكنهم بعد أن كان القبط أسياد مصر وأعزتها { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي ونملكهم بلاد مصر والشام يتصرفون فيها كيف يشاءون قال البيضاوي : أصل التمكين أن تجعل للشيء مكاناً يتمكن فيه ثم استعيد للتسليط وإطلاق الأمر { وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ } أي ونري فرعون الطاغية ، ووزيره " هامان " والأقباط من أولئك المستضعفين ما كانوا يخافونه من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولودٍ من بني إسرائيل { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ } أي قذفنا في قلبها بواسطة الإِلهام قال ابن عباس : هو وحيُ إلهام وقال مقاتل : أخبرها جبريل بذلك قال القرطبي : فعلى قول مقاتل هو وحيُ إعلام لا إلهام ، وأجمع الكل على أنها لم تكن نبية ، وإنما إرسال الملك إليها على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص والأعمى كما في الحديث المشهور ، وكذلك تكليم الملائكة للناس من غير نبوة ، وقد سلَّمت على " عمران بن حصين " فلم يكن نبياً { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ } أي فإذا خفت عليه من فرعون فاجعليه في صندوق وألقيه في البحر - بحر النيل - { وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ } أي لا تخافي عليه الهلاك ولا تحزني لفراقه { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } أي فإنا سنرده إليك ونجعله رسولاً نرسله إلى هذا الطاغية لننجّي بني إسرائيل على يديه { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } أي فأخذه وأصابه أعوان فرعون لتكون عاقبة الأمر أن يصبح لهم عدواً ومصدر حزن وبلاءٍ وهلاك قال القرطبي : اللام في " ليكون " لام العاقبة ولام الصيرورة ، لأنهم إنما أخذوه ليكون لهم قرة عين ، فكان عاقبة ذلك أن صار لهم عدواً وحزناً ، فذكر الحال بالمآل كما قال الشاعر : @ وللمنايا تُربِّي كلُّ مرضعةٍ ودورُنا لخراب الدهر نبْنيها @@ { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ } أي كانوا عاصين مشركين آثمين ، قال العلماء : الخاطئ من تعمد الذنب والإِثم ، والمخطئ من فعل الذنب عن غير تعمد { وَقَالَتِ ٱمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ } أي قالت زوجة فرعون لفرعون : هذا الغلام فرحة ومسرة لي ولك لعلنا نسر به فيكون قرة عين لنا قال الطبري : ذكر أن المرأة لما قالت هذا القول لفرعون قال لها : أمَّا لك فنعم ، وأما لي فليس بقرة عين ، وقال ابن عباس : لو قال قرة عين لي لهداه الله به ولآمن ولكنه أبى { لاَ تَقْتُلُوهُ } أي لا تقتله يا فرعون ، خاطبته بلفظ الجمع كما يُخاطب الجبارون تعظيماً له ليساعدها فيما تريد { عَسَىٰ أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً } عسى أن ينفعنا في الكبر ، أو نتبناه فنجعله لنا ولداً تقَرُّ به عيوننا قال المفسرون : وكانت لا تلد فاستوهبت موسى من فرعون فوهبه لها قال تعالى { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي وهم لا يشعرون أن هلاك فرعون وزبانيته سيكون على يديه وبسببه { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً } أي صار قلبها خالياً من ذكر كل شيء في الدنيا إلا من ذكر موسى ، وقيل المعنى : طار عقلها من فرط الجزع والغم حين سمعت بوقوعه في يد فرعون { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } أي إنها كادت أن تكشف أمره وتظهر أنه ابنها من شدة الوجد والحزن قال ابن عباس : كادت تصيح واإبناه ، وذلك حين سمعت بوقوعه في يد فرعون { لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا } أي لولا أن ثبتناها وألهمناها الصبر { لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي لتكون من المصدقين بوعد الله برده عليها { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ } أي قالت أم موسى لأخت موسى : إتبعي أثره حتى تعلمي خبره قال مجاهد : قصي أثره وانظري ماذا يفعلون به ؟ { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي فأبصرته عن بعد وهم لا يشعرون أنها أخته ، لأنها كانت تمشي على ساحل البحر حتى وصل الصندوق إلى بيت فرعون وهي ترقبه مستخفيةً عنهم { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ } أي ومنعنا موسى أن يقبل ثدي أي مرضعة من المرضعات اللاتي أحضروهن لإِرضاعه من قبل مجيء أُمه قال المفسرون : بقي أياماً كلما أُتي بمرضع لم يقبل ثديها ، فأهمهم ذلك واشتد عليهم الأمر فخرجوا به يبحثون له عن مرضعة خارج القصر فرأوا أخته { فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ } أي هل أدلكم على مرضعة له تكفله وترعاه ؟ { وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } أي لا يقصرون في إرضاعه وتربيته قال السدي : فدلتهم على أم موسى فانطلقت إليها بأمرهم فجاءت بها ، والصبي على يد فرعون يعلله شفقة عليه وهو يبكي يطلب الرضاع ، فدفعه إليها فلما وجد ريح أُمه قبل ثديها ، فقال فرعون : من أنت منه فقد أبى كل ثديٍ إلا ثديك ؟ فقالت : إني امرأة طيبة الريح ، طيبة اللبن ، لا أكاد أوتى بصبي إلا قبلني فدفعه إليها ، فرجعت إلى بيتها من يومها ولم يبق أحدٌ من آل فرعون إلا أهدى إليها وأتحفها بالهدايا والجواهر فذلك قوله تعالى { فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ } أي أعدناه إليها تحقيقاً للوعد كي تسعد وتهنأ بلقائه ولا تحزن على فراقه { وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي ولتتحقق من صدق وعد الله برده عليها وحفظه من شر فرعون { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي ولكن أَكثر الناس يرتابون ويشكون في وعد الله القاطع { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَٱسْتَوَىٰ } أي ولما بلغ كمال الرشد ، ونهاية القوة ، وتمام العقل والاعتدال قال مجاهد : هو سنُّ الأربعين { آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } أي أعطيناه الفهم والعلم والتفقه في الدين مع النبُوَّة { وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } أي ومثل هذا الجزاء الكريم نجازي المحسنين على إحسانهم { وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا } أي دخل مصر وقت الظهيرة والناس يخلدون للراحة عند القيلولة { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ } أي فوجد شخصين يتقاتلان : أحدهما من بني إسرائيل من جماعة موسى ، والآخر قبطي من جماعة فرعون { فَٱسْتَغَاثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى ٱلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } أي فاستنجد الإِسرائيلي بموسى وطلب غوثه ليدفع عنه شر القبطي { فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } أي ضربه موسى بجمع كفه فقتله ، قال القرطبي : فعل موسى ذلك وهو لا يريد قتله إنما قصد دفعه فكانت فيه نفسه وكانت القاضية { قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ } أي هذا من إغواء الشيطان فهو الذي هيَّج غضبي حتى ضربت هذا { إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } أي إن الشيطان عدوٌ لابن آدم ، مضلٌ له عن سبيل الرشاد ، ظاهر العداوة وقال الصاوي : نسبه إلى الشيطان من حيث إنه لم يؤمر بقتل القبطي ، وظهر له أن قتله خلاف الأولى لما يترتب عليه من الفتن ، والشيطان تفرحه الفتن ولذلك ندم على فعله { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَٱغْفِرْ لِي } أي إني ظلمت نفسي بقتل النفس فاعف عني ولا تؤاخذني بخطيئتي { فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } أي إنه تعالى المبالغ في المغفرة للعباد ، الواسع الرحمة لهم { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ } أي بسبب إنعامك عليَّ بالقوة وبحق ما أكرمتني به من الجاه والعز ، فلن أكون عوناً لأحد من المجرمين ، وهذه معاهدة عاهد موسى ربه عليها وقيل : هو قسم وهو ضعيف { فَأَصْبَحَ فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ } أي فأصبح موسى في المدينة التي قتل فيها القبطي خائفاً على نفسه يتوقع وينتظر المكروه ، ويخاف أن يؤخذ بجريرته { فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } أي فإذا صاحبه الإِسرائيلي الذي خلَّصه بالأمس يقاتل قبطياً آخر فلما رأى موسى أخذ يصيح به مستغيثاً لينصره من عدوه { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } أي قال موسى للإِسرائيلي : إنك لبيَّنُ الغواية والضلال ، فإني وقعت بالأمس فيما وقعت فيه من قتل رجلٍ بسببك وتريد أن توقعني اليوم في ورطةٍ أخرى ؟ { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا } أي فحين أراد موسى أن يبطش بذلك القبطي الذي هو عدوٌ له وللإِسرائيلي { قَالَ يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ } أي قال القبطي : أتريد قتلي كما قتلت غيري بالأمس ؟ { إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي ٱلأَرْضِ } أي ما تريد يا موسى إلا أن تكون من الجبابرة المفسدين في الأرض { وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } أي وما تريد أن تكون من الذين يصلحون بين الناس . البَلاَغَة : تضمنت الآيات من وجوه البيان والبديع ما يلي : 1 - الإِشارة بالبعيد عن القريب لبعد مرتبته في الكمال { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } . 2 - حكاية الحالة الماضية { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ } لاستحضار تلك الصورة في الذهن . 3 - إيثارالجملة الإِسمية على الفعلية { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } ولم يقل سنرده ونجعله رسولاً وذلك للاعتناء بالبشارة لأن الجملة الإِسمية تفيد الثبوت والإِستمرار . 4 - الاستعارة { لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا } شبه ما قذف الله في قلبها من الصبر بربط الشيء المنفلت خشية الضياع واستعار لفظ الربط للصبر . 5 - صيغة التعظيم { لاَ تَقْتُلُوهُ } تخاطب فرعون ولم تقل لا تقتله تعظيماً له . 6 - صيغة المبالغة { جَبَّار } ، { غَوِيٌّ } ، { مُّبِينٌ } لأن فعال وفعيل من صيغ المبالغة . 7 - الطباق المعنوي { جَبَّاراً … وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } لأن الجبار المفسد المخرّب ، المكثر للقتل وسفك الدماء ففيه طباق في المعنى . 8 - الاستعطاف { رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ } . 9 - توافق الفواصل في كثير من الآيات مثل { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون } { وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } وهو من المحسنات البديعية . لطيفَة : " حكى العلاَّمة القرطبي عن الأصمعي أنه قال سمعت جارية أعرابية تنشد : @ أستغفر الله لذنبي كله قتلتُ إنساناً بغير حلِّه مثل الغزال ناعماً في دله انتصف الليل ولم أُصلِّه @@ فقلت : قاتلك الله ما أفصحك ؟ فقالت : ويحك أويعد هذا فصاحة مع قول الله عز وجل { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } فقد جمع في آية واحدة بين أمرين ، ونهيين ، وخبرين وبشارتين " .