Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 133-148)

Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المنَاسَبَة : لما حث تعالى على الصبر والتقوى ونبه المؤمنين إِلى إِمداد الله لهم بالملائكة في غزوة بدر ، عقّبه بالأمر بالمسارعة إِلى نيل رضوان الله ، ثم ذكر بالتفصيل غزوة أُحد وما نال المؤمنين فيها من الهزيمة بعد النصر بسبب مخالفة أمر الرسول ، ثم بيّن أن الابتلاء سنة الحياة ، وأن قتل الأنبياء لا ينبغي أن يُدخل الوهن إِلى قلوب المؤمنين ، ثم توالت الآيات الكريمة في بيان الدروس والعبر من غزوة أُحد . اللغَة : { وَسَارِعُوۤاْ } بادروا { السَّرَّآءِ } الرخاء { ٱلضَّرَّآءِ } الشدة والضيق { وَٱلْكَاظِمِينَ } كظم الغيظ : ردّه في الجوف يقال : كظم غيظه أي لم يظهره مع قدرته على إِيقاعه بالعدو مأخوذ من كظم القربة إِذا ملأها وشد رأسها { فَاحِشَةً } الفاحشة : العمل الذي تناهى في القبح { خَلَتْ } مضت { سُنَنٌ } السنن : جمع سنة وهي الطريقة التي يقتدى بها ومنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم والمراد بها هنا الوقائع التي حصلت للمكذبين { قَرْحٌ } جرح بالفتح والضم قال الفراء : هو بالفتح الجرح وبالضم ألَمه ، وأصل الكلمة الخلوص ومنه ماءٌ قُراح { نُدَاوِلُهَا } نصرّفها والمداولة : نقل الشيء من واحد إِلى آخر يقال : تداولته الأيدي إذا انتقل من شخص إلى شخص { وَلِيُمَحِّصَ } التمحيص : التخليص يقال : محصته إذا خلَّصته من كل عيب وأصله في اللغة : التنقية والإِزالة { وَيَمْحَقَ } المحق : نقص الشيء قليلاً قليلاً { أَعْقَابِكُمْ } جمع عقب وهو مؤخر الرجل يقال : انقلب على عقبه أي رجع إِلى ما كان عليه { مُّؤَجَّلاً } له وقت محدّد لا يتقدم ولا يتأخر { وَكَأَيِّن } كم وهي للتكثير وأصلها أيّ دخلت عليها كاف التشبيه فأصبح معناها التكثير { رِبِّيُّونَ } جمع ربِّي نسبة إِلى الربّ كالربانيين وهم العلماء الأتقياء العابدون لربهم وقيل : نسبة إِلى الربّة وهي الجماعة { ٱسْتَكَانُواْ } خضعوا وذلّوا وأصله من السكون لأن الخاضع يسكن لصاحبه ليصنع به ما يريد . التفسِير : { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } أي بادروا إِلى ما يوجب المغفرة بطاعة الله وامتثال أوامره { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } أي وإِلى جنة واسعة عرضها كعرض السماء والأرض كما قال في سورة " الحديد " { عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } [ الآية : 21 ] والغرض بيان سعتها فإِذا كان هذا عرضها فما ظنك بطولها ؟ { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } أي هيئت للمتقين لله { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } أي يبذلون أموالهم في اليسر والعسر ، وفي الشدة والرخاء ، { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } أي يمسكون غيظهم مع قدرتهم على الانتقام { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } أي يعفون عمن أساء إِليهم أو ظلمهم { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي يحب المتصفين بتلك الأوصاف الجليلة وغيرها { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } أي ارتكبوا ذنباً قبيحاً كالكبائر { أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بإِتيان أي ذنب { ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ } أي تذكروا عظمة الله ووعيده لمن عصاه فأقلعوا عن الذنب وتابوا وأنابوا { وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } استفهام بمعنى النفي أي لا يغفر الذنوب إِلا الله وهي جملة اعتراضية لتطييب نفوس العباد وتنشيطهم للتوبة ولبيان أن الذنوب - وإِن جلَّت - فإِن عفوه تعالى أجل ورحمته أوسع { وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أي لم يقيموا على قبيح فعلهم وهم عالمون بقبحه بل يقلعون ويتوبون { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } أي الموصوفون بتلك الصفات الحميدة جزاؤهم وثوابهم العفو عما سلف من الذنوب { وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أي ولهم جنات تجري خلال أشجارها الأنهار { خَالِدِينَ فِيهَا } أي ماكثين فيها أبداً { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } أي نعمت الجنة جزاءً لمن أطاع الله ، ثم ذكر تعالى تتمة تفصيل غزوة أُحد بعد تمهيد مبادئ الرشد والصلاح فقال { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } أي قد مضت سنة الله في الأمم الماضية بالهلاك والاستئصال بسبب مخالفتهم الأنبياء { فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } أي تعرفوا أخبار المكذبين وما نزل بهم لتتعظوا بما ترون من آثار هلاكهم { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } أي هذا القرآن فيه بيانٌ شاف للناس عامة { وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } أي وهداية لطريق الرشاد وموعظة وذكرى للمتقين خاصة ، وإِنما خصّ المتقين بالذكر لأنهم هم المنتفعون به دون سائر الناس ، ثم أخذ يسليهم عمّا أصابهم من الهزيمة في وقعة أُحد فقال { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا } أي لا تضعفوا عن الجهاد ولا تحزنوا على ما أصابكم من قتلٍ أو هزيمة { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } أي وأنتم الغالبون لهم المتفوقون عليهم فإِن كانوا قد أصابوكم يوم أُحد فقد أبليتم فيهم يوم بدر { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } أي إِن كنتم حقاً مؤمنين فلا تهنوا ولا تحزنوا { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } أي إِن أصابكم قتلٌ أو جراح فقد أصاب المشركين مثل ما أصابكم { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } أي الأيام دول ، يوم لك ويوم عليك ، ويوم تُساء ويوم تُسر { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي فعل ذلك ليمتحنكم فيرى من يصبر عند الشدائد ويميز بين المؤمنين والمنافقين { وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ } أي وليكرم بعضكم بنعمة الشهادة في سبيل الله { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } أي لا يحب المعتدين ومنهم المنافقون الذين انخذلوا عن نبيه يوم أُحد { وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي ينقيهم ويطهرهم من الذنوب ويميزهم عن المنافقين { وَيَمْحَقَ ٱلْكَافِرِينَ } أي يهلكهم شيئاً فشيئاً { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } استفهام على سبيل الإِنكار أي هل تظنون يا معشر المؤمنين أن تنالوا الجنة بدون ابتلاء وتمحيص ؟ { وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ } أي ولما تجاهدوا في سبيله فيعلم الله جهادكم وصبركم على الشدائد ؟ قال الطبري المعنى : أظننتم يا معشر أصحاب محمد أن تنالوا كرامة ربكم ولمّا يتبين لعبادي المؤمنين المجاهدون منكم في سبيل الله والصابرون عند البأس على ما ينالهم في ذات الله من ألم ومكروه ! ! { وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ } أي كنتم تتمنون لقاء الأعداء لتحظوا بالشهادة { مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ } أي من قبل أن تذوقوا شدته ، والآية عتاب في حق من انهزم { فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } أي رأيتموه بأعينكم حين قُتل من إِخوانكم وشارفتم أن تقتلوا ، ونزل لما أشاع الكافرون أن محمداً قد قتل وقال المنافقون : إِن كان قد قتل فتعالوا نرجع إِلى ديننا الأول { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ } أي ليس محمد إِلا رسول مضت قبله رسل ، والرسل منهم من مات ومنهم من قُتل { أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ } أفإِن أماته الله أو قتله الكفار ارتددتم كفاراً بعد إِيمانكم ؟ { وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً } أي ومن يرتد عن دينه فلا يضر الله ، وإِنما يضر نفسه بتعريضها للسخط والعذاب { وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ } أي يثيب الله المطيعين وهم الذين ثبتوا ولم ينقلبوا ، ثم أخبر تعالى أنه جعل لكل نفسٍ أجلاً لا يتقدم ولا يتأخر فقال { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله } أي بإِرادته ومشيئته { كِتَاباً مُّؤَجَّلاً } أي كتب لكل نفسٍ أجلها كتاباً مؤقتاً بوقت معلوم لا يتقدم ولا يتأخر ، والغرض تحريضهم على الجهاد وترغيبهم في لقاء العدو ، فالجبنُ لا يزيد في الحياة ، والشجاعة لا تنقص منها ، والحذر لا يدفع القدر والإِنسان لا يموت قبل بلوغ أجله وإِن خاض المهالك واقتحم المعارك { وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا } أي من أراد بعمله أجر الدنيا أعطيناه منها وليس له في الآخرة من نصيب ، وهو تعريض بالذين رغبوا في الغنائم ، فبيّن تعالى أن حصول الدنيا للإِنسان ليس بموضع غبطة لأنها مبذولة للبر والفاجر { وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا } أي ومن أراد بعمله أجر الآخرة أعطيناه الأجر كاملاً مع ما قسمنا له من الدنيا كقوله { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } [ الشورى : 20 ] { وَسَنَجْزِي ٱلشَّاكِرِينَ } أي سنعطيهم من فضلنا ورحمتنا بحسب شكرهم وعملهم { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ } أي كم من الأنبياء قاتل لإِعلاء كلمة الله وقاتل معه علماء ربانيون وعُبَّاد صالحون قاتلوا فقُتل منهم من قتل { فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي ما جبنوا ولا ضعفت هممهم لما أصابهم من القتل والجراح { وَمَا ضَعُفُواْ } عن الجهاد { وَمَا ٱسْتَكَانُواْ } أي ما ذلّوا ولا خضعوا لعدوهم { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّابِرِينَ } أي يحب الصابرين على مقاساة الشدائد والأهوال في سبيل الله { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } أي ما كان قولهم مع ثباتهم وقوتهم في الدين إِلا طلب المغفرة من الله { وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا } أي وتفريطنا وتقصيرنا في واجب طاعتك وعبادتك { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } أي ثبتنا في مواطن الحرب { وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } أي انصرنا على الكفار { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } أي جمع الله لهم بين جزاء الدنيا بالغنيمة والعز والظفر والتمكين لهم بالبلاد وبين جزاء الآخرة بالجنة ونعيمها { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي يحب من أحسن عمله وأخلص نيته ، وخص ثواب الآخرة بالحسن إِشعاراً بفضله وأنه المعتد به عند الله . البَلاَغَة : تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي : 1 - { عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } أي كعرض السماوات والأرض حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه يسمى هذا " التشبيه البليغ " . 2 - { سَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ } من باب تسمية الشيء باسم سببه أي إِلى موجبات المغفرة . 3 - { السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } فيه الطباق وهو من المحسنات البديعية . 4 - { وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } استفهام يقصد منه النفي أي لا يغفر . 5 - { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ } الإِشارة بالبعيد للإِشعار ببعد منزلتهم وعلو طبقتهم في الفضل . 6 - { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } المخصوص بالمدح محذوف أي ونعم أجر العاملين ذلك . 7 - { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ } هو من باب الالتفات لأنه جاء بعد لفظ { نُدَاوِلُهَا } فهو التفات من الحاضر إلى الغيبة ، والسرُّ في هذا الالتفات تعظيم شأن الجهاد في سبيل الله . 8 - { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ } قصر موصوف على صفة . 9 - { ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ } قال في تلخيص البيان : هذه استعارة والمراد بها الرجوع عن دينه ، فشبّه سبحانه الرجوع في الإِرتياب بالرجوع على الأعقاب . الفوَائِد : الأولى : في هذه الآيات الكريمة { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ } أمهات مكارم الأخلاق من البذل وكظم الغيظ والعفو عن المسيئين والتوبة من الذنوب ، وكلٌ منها مصدر لفضائل لا تدخل تحت الحصر . الثانية : قدم المغفرة على الجنة لأن التخلية مقدمة على التحلية فلا يستحق دخول الجنة من لم يتطهر من الذنوب والآثام . الثالثة : تخصيص العرض بالذكر للمبالغة في وصف الجنة بالسعة والبسطة فإِذا كان هذا عرضها فكيف يكون طولها ؟ قال ابن عباس : كسبع سماوات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض . الرابعة : كتب هرقل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم إِنك دعوتني إِلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار ؟ فقال عليه السلام : " سبحان الله أين الليل إِذا جاء النهار " . الخامسة : أمر تعالى بالمسارعة إِلى عمل الآخرة في آيات عديدة { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ } و { سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ } [ الحديد : 21 ] { فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ } [ البقرة : 148 ] { فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } [ الجمعة : 9 ] { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } [ المطففين : 26 ] وأما لعمل الدنيا فأمر بالهوينى { فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا } [ الملك : 15 ] { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي ٱلأَرْضِ } [ الزمر : 20 ] فتدبر السرّ الدقيق .