Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 21-37)
Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المنَاسَبَة : لما حكى تعالى ضلالات بني إِسرائيل ، وبيَّن أن القرآن نور وهداية لمن تمسَّك به ، أعقبه ببيان أنه لا يتساوى المؤمن مع الكافر ، ولا البر مع الفاجر ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، ثم ذكر الأدلة على البعث والنشور . اللغَة : { ٱجْتَرَحُواْ } اكتسبوا والاجتراحُ الاكتساب ومنه الجوارح { غِشَاوَةً } غطاء وغشَّى الشيءَ غطَّاه { جَاثِيَةً } باركةً على الركب لشدة الهول جثا - يجثو إِذا قعد على ركبتيه { نَسْتَنسِخُ } استنسخ الشيء أمر بكتابته وتدوينه { حَاقَ } نزل وأحاط { يُسْتَعَتَبُونَ } يُطلب منهم إِرضاء ربهم يقال : استعتبتهُ فأعتبني أي استرضيتُه فقبل مني عذري { ٱلْكِبْرِيَآءُ } العظمة والمُلك والجلال . سَبَبُ النّزول : روي أن أبا جهلٍ طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة ، فتحدثا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو جهل : واللهِ إني لأعلم أنه لصادق ، فقال له : مهْ ، وما دلَّك على ذلك ؟ فقال يا أبا عبد شمسٍ : كنا نسميه في صباه الصادق الأمين ، فلما تمَّ عقلهُ وكمُل رشده نسميه الكذاب الخائن ! ! والله إني لأعلم أنه لصادق ، قال : فما يمنعك أن تصدِّقه وتُؤمن به ؟ قال : تتحدث عني بنات قريش أني اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسْرة واللاتِ والعُزَّى لا أتَّبعه أبداً فنزلت { أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ … } الآية . التفسِير : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } الاستفهام للإِنكار والمعنى هل يظنُّ الكفار الفجار الذين اكتسبوا المعاصي والآثام { أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي أن نجعلهم كالمؤمنين الأبرار { سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ } أي نساوي بينهم في المحيا والممات ؟ لا يمكن أن نساوي بين المؤمنين والكفار ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فإِن المؤمنين عاشو على التقوى والطاعة ، والكفار عاشوا على الكفر والمعصية ، وشتان بين الفريقين كقوله { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ } [ السجدة : 18 ] ؟ قال مجاهد : المؤمنُ يموت مؤمناً ويُبعث مؤمناً ، والكافر يموت كافراً ويُبعث كافراً { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } أي ساء حكمهم في تسويتهم بين أنفسهم وبين المؤمنين قال ابن كثير : ساء ما ظنّوا بنا وبعدلنا أن نساوي بين الأَبرار والفجار ، فكما لا يُجتنى من الشوكِ العنبُ ، كذلك لا ينال الفُجَّار منازل الأبرار { وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } أي وخلق الله السماواتِ والأرض بالعدل والأمر الحقِّ ليدل بهما على قدرته ووحدانيته { وَلِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي ولكي يُجزى كل إِنسان بعمله ، وبما اكتسب من خير أو شر ، دون أن يُنقص في ثواب المؤمن أو يُزاد في عذاب الكافر قال شيخ زاده : لمّا خلق تعالى السماواتِ الأرض لإِجل إِظهار الحق ، وكان خلقهما من جملة حكمته وعدله ، لزم من ذلك أن ينتقم من الظالم لأجل المظلوم ، فبثت بذلك حشر الخلائق للحساب { أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } أي أخبرني يا محمد عن حال من ترك عبادة الله وعبد هواه ! ! قال في البحر : أي هو مطواعٌ لهوى نفسه يتبع ما تدعوه إليه ، فكأنه يعبده كما يعبد الرجل إلَهه قال ابن عباس : ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه ، فلا يهوى شيئاً إلاّ ركبه { وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } أي وأضلَّ الله ذلك الشقي في حال كونه عالماً بالحق غير جاهل به ، فهو أشدُّ قبحاً وشناعةً ممن يضل عن جهل ، لأنه يُعرض عن الحقِّ والهُدى عناداً كقوله تعالى { وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } [ النمل : 14 ] { وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ } أي وطبع على سمعه وقلبه بحيث لا يتأثر بالمواعظ ، ولا يتفكر في الآيات والنُّذر { وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } أي وجعل على بصره غطاء حتى لا يبصر الرشد ، ولا يرى حجة يستضيء بها { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ } ؟ أي فمن الذي يستطيع أن يهديه بعد أن أضله الله ؟ لا أحد يقدر على ذلك { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أي أفلا تعتبرون أيها الناس وتتعظون ؟ قال الصاوي : وصف تعالى الكفار بأربعة أوصاف : الأول : عبادة الهوى ، والثاني : ضلالهم على علم الثالث : الطبع على أسماعهم وقلوبهم الرابع : جعل الغشاوة على أبصارهم ، وكلَّ وصفٍ منها مقتضٍ للضلالة ، فلا يمكن إِيصال الهدى إليهم بوجهٍ من الوجوه … ثم حكى تعالى عن المشركين شبهتهم في إنكار القيامة ، وفي إِنكار الإِله القادر العليم فقال { وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } أي وقال المشركون : لا حياة إلا هذه الحياة الدنيا ، يموت بعضنا ويحيا بعضنا ، ولا آخرة ، ولا بعث ، ولا نشور قال ابن كثير : هذا قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد ، ومرادهم ما ثمَّ إلا هذه الدار ، يموت قوم ويعيش آخرون ، وليس هناك معادٌ ولا قيامة ، وهذا قول الفلاسفة الدهريين ، المنكرين للصانع ، المعتقدين أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه { وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ } أي وما يهلكنا إلا مرورُ الزمان ، وتعاقبُ الأيام قال الرازي : يريدون أن الموجب للحياة والموت تأثيراتُ الطبائع وحركاتُ الأفلاك ، ولا حاجة إلى إثبات الخالق المختار ، فهذه الطائفة جمعوا بين إنكار الإِله وبين إِنكار البعث والقيامة ، قال تعالى رداً عليهم { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } أي وليس لهم مستندٌ من عقل أو نقل ، ولذلك أنكروا وجود الله من غير حجةٍ ولا بينة { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } أي ما هم إلا قوم يتوهمون ويتخيلون ، يتكلمون بالظن من غير يقين { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } أي وإِذا قرئت آياتُ القرآن على المشركين ، واضحات الدلالة على البعث والنشور { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي ما كان متمسكهم في دفع الحق الصريح إلا أن يقولوا : أحْيوا لنا آباءنا الأولين ، إِن كان ما تقولونه حقاً ، سُمِّيَ قولهم الباطل حجةً على سبيل التهكم { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } أي قل لهم يا محمد : اللهُ الذي خلقكم ابتداءً حين كنتم نُطفاً هو الذي يميتكم عند انقضاء آجالكم ، لا كما زعمتم أنكم تحيون وتموتون بحكم الدهر { ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي ثم بعد الموت يبعثكم للحساب والجزاء كما أحياكم في الدنيا ، فإِنَّ من قدر على البدء قدر على الإِعادة ، والحكمةُ اقتضت الجمع للجزاء في يوم القيامة ، الذي لا شك فيه ولا ارتياب { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أي ولكنَّ أكثر الناس لجهلهم وقصورهم في النظر والتفكر ، لا يعلمون قدرة الله فينكرون البعث والجزاء . . ثم بيَّن إمكان الحشر والنشر ذكر تفاصيل أحوال يوم القيامة فقال { وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي هو جل وعلا المالك لجميع الكائنات العلوية والسفلية { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ ٱلْمُبْطِلُونَ } أي ويوم القيامة يخسر الكافرون الجاحدون بآيات الله { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } أي وترى أيها المخاطب كل أمةٍ من الأمم جالسةً على الركب من شدة الهول والفزع ، كما يجثوا الخصوم بين يدي الحاكم بهيئة الخائف الذليل قال ابن كثير : وهذا إذا جيء بجهنم فإِنها تزفر زفرةً لا يبقى أحدٌ إلا جثا على ركبتيه { كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا } أي كلُّ أمةٍ من تلك الأمم تُدعى إلى صحائف أعمالها { ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي يقال لهم : في هذا اليوم الرهيب تنالون جزاء أعمالكم من خيرٍ أو شر { هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ } أي هذا كتابُ أعمالكم يشهد عليكم بالحق من غير زيادةٍ ولا نقصان قال في التسهيل : فإِن قيل : كيف أضاف الكتاب تارةً إِليهم وتارةً إلى الله تعالى ؟ فالجواب أنه أضافه إِليهم لأن أعمالهم ثابتةٌ فيه ، وأضافه إلى الله تعالى لأنه مالكه وأنه هو الذي أمر الملائكة أن يكتبوه { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي كنَّا نأمر الملائكة بكتابة أعمالكم ، وإِثباتها عليكم قال المفسرون : تنسخ هنا بمعنى تكتب ، وحقيقة النسخ هو النقل من أصلٍ إلى آخر ، وقال ابن عباس : تكتب الملائكة أعمال العباد ثم تصعد بها إلى السماء ، فيقابل الملائكة الموكلون بديوان الأعمال ما كتبه الحفظة ، مما قد أُبرز لهم من اللوح المحفوظ في كل ليلة قدر ، مما كتبه الله في القِدم على العباد قبل أن يخلقهم ، فلا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً ، فذلك هو الاستنساخ ، وكان ابن عباس يقول : ألستم عرباً ، هل يكون الاستنساخ إلا من أصل ؟ ثم بيَّن تعالى أحوال كلٍ من المطيعين والعاصين فقال { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ } أي فأما المؤمنون الصالحون المتقون لله في الحياة الدنيا ، فيدخلهم الله في الجنة ، سُميت الجنة رحمةً لأنها مكان تنزل رحمةِ الله { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } أي ذلك هو الفوز العظيم ، البيّن الظاهر الذي لا فوز وراءه { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } أي وأمَّا الكافرون فيقال لهم توبيخاً وتقريعاً : أفلم تكن الرسل تتلو عليكم آيات الله ؟ { فَٱسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } أي فتكبرتم عن الإِيمان بها ، وأعرضتم عن سماعها ، وكنتم قوماً مغرقين في الإِجرام { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي وإِذا قيل لكم إن البعث كائن لا محالة { وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا } أي والقيامة آتيةٌ لا شك في ذلك ولا ريب { قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ } أي قلتم لغاية عتوكم ، أيُّ شيء هي ؟ أحقٌّ أم باطل ؟ قال البيضاوي : قالوا هذا استغراباً واستبعاداً وإِنكاراً لها { إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً } أي لا نصدِّق بها ولكن نسمع الناس يقولون : إِنَّ هناك آخرة فنتوهم بها توهماً { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } أي ولسنا مصدِّقين بالآخرة يقيناً ، وهذا تأكيد منهم لإِنكار القيامة { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } أي وظهر لهم في الآخرة قبائح أعمالهم { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي ونزل وأحاط بهم العذاب الذي كانوا يستهزئون به في الدنيا { وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أي ويقال لهم : اليوم نتركُكم في العذاب ونعاملكم معاملة الناسي ، كما تركتم الطاعة التي هي الزاد ليوم المعاد فلم تعملوا لآخرتكم { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ } أي ومستقركم في نار جهنم { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } أي وليس لكم من ينصركم ويخلصكم من عذاب الله { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً } أي إِنما جازيناكم هذا الجزاء ، بسبب أنكم سخرتم من كلام الله واستهزأتم به { وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } أي خدعتكم الدنيا بزخارفها وأباطيلها ، حتى ظننتم ألاَّ حياة سواها ، وأَلاَّ بعث ولا نشور { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } أي فاليوم لا يُخْرجون من النار ، ولا يُطلبُ منهم أن يرضوا ربَّهُم بالتوبة والطاعة لعدم نفعها يومئذٍ { فَلِلَّهِ ٱلْحَمْدُ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَرَبِّ ٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي فلله الحمد خاصة لا يستحق الحمد أحدٌ سواه لأنه الخالق والمالك لجميع المخلوقات والكائنات { وَلَهُ ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي وله العظمة والجلال ، والبقاء والكمال في السماوات والأرض { وَهُوَ ٱلْعِزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } أي الغالب الذي لا يغلب ، الحكيم في صنعه وفعله وتدبيره . البَلاَغَة : تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي : 1 - التأكيد بأنَّ واللام { إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ } [ الجاثية : 3 ] لأن المخاطبين منكرون لوحدانية الله . 2 - صيغة المبالغة { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } [ الجاثية : 7 ] لأن فعّال وفعيل من صيغ المبالغة . 3 - الأسلوب التهكمي { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الجاثية : 8 ] لأن البشارة تكون بالخير واستعمالها بالشر تهكمٌ . 4 - المجاز المرسل { وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ } [ الجاثية : 5 ] أي مطر ، مجاز مرسل علاقته المسببية لأن الرزق لا ينزل من السماء ، ولكن ينزل المطر الذي ينشأ عنه النبات والرزق . 5 - التشبيه المرسل { يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } [ الجاثية : 8 ] أي كأنه لم يسمع آيات القرآن . 6 - المبالغة بذكر المصدر { هَـٰذَا هُدًى } [ الجاثية : 11 ] كأن القرآن لوضوح حجته عين الهُدى . 7 - الإِطناب بتكرار اللفظ { سَخَّرَ لَكُمُ ٱلْبَحْرَ … وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } [ الجاثية : 12ـ13 ] لإِظهار الامتنان . 8 - طباق السلب { فَٱتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } [ الجاثية : 18 ] . 9 - المجاز المرسل { فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ } أي في الجنة لأنها مكان تنزل رحمة الله . 10 - الطباق بين { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا } [ الجاثية : 15 ] وبين { نَمُوتُ وَنَحْيَا } وبين { يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } . 11 - الاستعارة التصريحية { هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ } أي يشهد عليكم ، والاستعارة هنا أبلغ من الحقيقة ، لأن شهادة الكتاب ببيانه أقوى من شهادة الإِنسان بلسانه . 12 - الالتفات { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا } فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة لإِسقاطهم من رتبة الخطاب . 13 - الاستعارة التمثيلية { ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } مثَّل تركهم في العذاب بمن حُبس في مكانٍ ثم نسيه السَّجان من الطعام والشراب حتى هلك بطريق الاستعارة التمثيلية ، والمراد من الآية نترككم في العذاب ونعاملكم معاملة الناسي ، لأن الله تعالى لا ينسى ولا يعرض عليه النسيان .