Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 46-78)
Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المنَاسَبَة : لما ذكر تعالى أحوال أهل النار ، ذكر ما أعدَّه للمؤمنين الأبرار من الجنان والولدان والحور الحسان ، ليتميز الفارق الهائل بين منازل المجرمين ومراتب المتقين ، على طريقة القرآن في الترغيب والترهيب . اللغَة : { أَفْنَانٍ } جمع فنن وهو الغصن قال الشاعر يصف حمامة : @ ربَّ ورقاءَ هتوفٍ في الضُحى ذاتِ شدوٍ صدحَت في فنن ذكرت إِلفاً ودهراً خالياً فبكت شوقاً فهاجت حزني @@ { وَإِسْتَبْرَقٍ } ما غلظ من الديباج وخشُن { وَجَنَى } الجنى : ما يُجتنى من الشجر ويقطف { يَطْمِثْهُنَّ } الطمثُ : الجماع المؤدي إِلى خروج دم البكر ثم أطلق على كل جماع ، ومعنى { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ } أي لم يصبهن بالجماع قبل أزواجهن أحد قال الفراء : الطمث الافتضاض وهو النكاح بالتدمية { مُدْهَآمَّتَانِ } سوداوان من شدة الخضرة ، والدهمةُ في اللغة السواد { نَضَّاخَتَانِ } فوارتان بالماء لا تنقطعان { عَبْقَرِيٍّ } طنافس جمع عبقرية أي طنفسة ثخينة فيها أنواع النقوش قال الفراء : العبقري الطنافس الثخان منها وقال أبو عبيد : كل ثوبٍ وشي عند العرب فهو عبقري منسوب إِلى أرضٍ يعمل فيها الوشي قال ذو الرمة : @ حتى كأن رياض القف ألبسها من وشي عبقر تجليل وتنجيد @@ التفسِير : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } أي وللعبد الذي يخاف قيامه بين يدي ربه للحساب جنتان : جنةٌ لسكنه ، وجنةٌ لأزواجه وخدمه ، كما هي حال ملوك الدنيا حيث يكون له قصرٌ ولأزواجه قصر قال القرطبي : وإِنما كانتا اثنتين ليضاعف له السرور بالتنقل من جهة إِلى جهة وقال الزمخشري : جنة لفعل الطاعات ، وجنة لترك المعاصي وفي الحديث " جنتان من فضة آنيتُهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إِلى ربهم عز وجل إِلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن " { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } ثم وصف تعالى الجنتين فقال { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } أي ذواتا أغصان متفرعة وثمار متنوعة قال في البحر : وخصَّ الأفنان - وهي الغصون - بالذكر لأنها التي تورق وتثمر ، ومنها تمتد الظلال وتُجنى الثمار { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي فبأي نعم الله الجليلة تكذبان يا معشر الإِنس والجن { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } أي في كل واحدة من الجنتين عين جارية ، تجري بالماء الزلال كقوله تعالى { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } [ الغاشية : 12 ] قال ابن كثير : أي تسرحان لسقي تلك الأشجار والأغصان ، فتثمر من جميع الألوان قال الحسن : تجريان بالماء الزلال إِحداهما التسنيم ، والأخرى السلسبيل { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } أي فيهما من جميع أنواع الفواكه والثمار صنفان : معروفٌ ، وغريب لم يعرفوه في الدنيا قال ابن عباس : ما في الدنيا ثمرةٌ حلوة ولا مرة إِلا وهي في الجنة حتى الحنظل ، إِلا أنه حلو ، وليس في الدنيا مما في الآخرة إلاَّ الأسماء { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره قال الفخر الرازي : إِن قوله تعالى { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } و { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } و { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } كلها أوصافٌ للجنتين المذكورتين ، وإِنما فصل بين الأغصان والفواكه بذكر العينين الجاريتين على عادة المتنعمين ، فإِنهم إِذا دخلوا البستان لا يبادرون إِلى أكل الثمار ، بل يقدمون التفرج على الأكل ، مع أن الإِنسان في بستان الدنيا لا يأكل حتى يجوع ويشتهي شهوة شديدة فكيف في الجنة ! ! فذكر تعالى ما يتم به النزهة وهو خضرة الأشجار ، وجريان الأنهار ، ثم ذكر ما يكون بعد النزهة وهو أكل الثمار ، فسبحان من يأتي بالآيات بأحسن المعاني في أبين المباني { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } أي مضطجعين في جنان الخلد على فرشٍ وثيرة بطائنها من ديباج - وهو الحرير السميك - المزين بالذهب ، وهذا يدل على نهاية شرفها لأن البطانة إِذا كانت بهذا الوصف فما بالك بالظهارة ؟ قال ابن مسعود : هذه البطائن فكيف لو رأيتم الظواهر ؟ وقال ابن عباس : لما سئل عن الآية : ذلك مما قال الله تعالى { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] { وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } أي ثمرها قريب يناله القاعد والقائم والنائم ، بخلاف ثمار الدنيا فإِنها لا تنال إِلا بكدٍ وتعب قال ابن عباس : تدنو الشجرة حتى يجتنيها وليُ الله إِن شاء قائماً ، وإِن شاء قاعداً ، وإِن شاء مضطجعاً { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } أي في تلك الجنان نساء قاصرات الطرف قصرن أعينهن على أزواجهن فلا يرين غيرهم ، كما هو حال المخدَّرات العفائف { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } أي لم يمسهنَّ ولم يجامعهن أحدٌ قبل أزواجهنَّ لا من الإِنس ولا من الجن ، بل هنَّ أبكار عذارى قال الألوسي : وأصلُ الطمث خروج الدم ولذلك يقال للحيض طمثٌ ، ثم أُطلق على جماع الأبكار لما فيه من خروج الدم ، ثم على كل جماع وإِن لم يكن فيه خروج دم { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي فبأي نعم الله الجليلة تكذبان يا معشر الإِنس والجن { كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ } أي كأنهن يشبهن الياقوت والمرجان في صفائهن وحمرتهن قال قتادة : كأنهن في صفاء الياقوت وحمرة المرجان ، لو أدخلت في الياقوت سلكاً ثم نظرت إِليه لرأيته من ورائه وفي الحديث " إن المرأة من نساء أهل الجنة ليُرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير ، حتى يُرى مخُّها " { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ } أي ما جزاء من أحسن في الدنيا إِلا أن يُحسن إِليه في الآخرة قال أبو السعود : أي ما جزاء الإِحسان في العمل ، إِلا الإِحسان في الثواب والغرضُ أنَّ من قدم المعروف والإِحسان استحق الإِنعام والإِكرام { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } أي ومن دون تلك الجنتين في الفضيلة والقدر جنتان أخريان قال المفسرون : الجنتان الأوليان للسابقين ، والأخريان لأصحاب اليمين ولا شك أن مقام السابقين أعظم وأرفع لقوله تعالى { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ * وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ * أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } [ الواقعة : 8 - 11 ] { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي فبأي نعم الله الجليلة تكذبان يا معشر الإِنس والجن ؟ { مُدْهَآمَّتَانِ } أي سوداوان من شدة الخضرة والريّ قال الألوسي : والمراد أنهما شديدتا الخضرة ، والخضرةُ إِذا اشتدت ضربت إِلى السواد وذلك من كثرة الريّ بالماء { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } أي فوارتان بالماء لا تنقطعان وقال ابن مسعود وابن عباس : تنْضَخُ على أولياء الله بالمسك والعنبر والكافور في دور أهل الجنة كزخ المطر { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } أي في الجنتين من أنواع الفواكه كلها وأنواع النخل والرمان ، وإِنما ذكر النخل والرمان تنبيهاً على فضلهما وشرفهما على سائر الفواكه ولأنهما غالب فاكهة العرب قال الألوسي : ثم إِن نخل الجنة ورمانها وراء ما نعرفه { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } أي في تلك الجنان نساء صالحات كريمات الأخلاق ، حِسان الوجوه { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } أي هنَّ الحورُ العين المخدرات المستورات لا يخرجن لكرامتهن وشرفهن ، قد قصرن في خدورهن في خيام اللؤلؤ المجوَّف ، قال أبو حيان : والنساء تُمدح بذلك إِذ ملازمتهن البيوت تدل على صيانتهن قال الحسن : لسن بطوَّافات في الطرق ، وخيامُ الجنة بيوت اللؤلؤ ، وفي الحديث " إنَّ في الجنة خيمةً من لؤلؤةٍ مجوفة ، عرضها ستون ميلاً ، في كل زوايةٍ منها أهلٌ ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمنون " { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقدم تفسيره { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } أي لم يجامعهن ولم يغشهن أحد قبل أزواجهم لا من الإِنس ولا من الجن قال في التسهيل : الجنتان المذكورتان أولاً للسابقين ، والجنتان المذكورتان ثانياً لأصحاب اليمين ، وانظر كيف جعل أوصاف الجنتين الأوليين أعلى من أوصاف الجنتين اللتين بعدهما ، فقال هناك { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } وقال هنا { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } والجريُ أشدُّ من النضخ ، وقال هناك { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } وقال هنا { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } والأول أعم وأشمل ، وقال في صفة الحور هناك { كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ } وقال هنا { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } وليس كل حُسْنٍ كحسن الياقوت والمرجان فالوصف هناك أبلغ ، وقال هناك في وصف الفرش { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } وهو الديباج وقال هنا { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ } ولا شك أن الفرش المعدَّة للاتكاء أفضل من فضل الخباء { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي فبأي نعم الله الجليلة تكذبان يا معشر الإِنس والجن ؟ { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ } أي مستندين على وسائد خضر من وسائد الجنة { وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } أي وطنافس ثخينة مزخرفة ، محلاَّة بأنواع الصور والزينة قال الصاوي : وهي نسبة إِلى " عبقر " قرية بناحية اليمن ، يُنسج فيها بسط منقوشة بلغت النهاية في الحسن ، فقرَّب الله لنا فرش الجنتين بتلك البسط المنقوشة { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي فبأي نعمةٍ من نعم الله تعالى تكذبان يا معشر الإِنس والجن { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ } أي تنزه وتقدَّس الله العظيم الجليل ، وكثرت خيراته وفاضت بركاته { ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } أي صاحب العظمة والكبرياء ، والفضل والإِنعام قال في البحر : لما ختم تعالى نعم الدنيا بقوله { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } [ الرحمن : 27 ] ختم نعم الآخرة بقوله { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } وناسب هناك ذكر البقاء والديمومة له تعالى بعد ذكر فناء العالم ، وناسب هنا ذكر البركة وهي النماء والزيادة عقب امتنانه على المؤمنين في دار كرامته وما آتاهم من الخير والفضل في دار النعيم . البَلاَغَة : تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيا يلي : 1 - المقابلة اللطيفة بين { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا } [ الرحمن : 7 ] وبين { وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا } [ الرحمن : 10 ] وكذلك المقابلة بين { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ } [ الرحمن : 14 ] { وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ } [ الرحمن : 15 ] . 2 - التشبيه المرسل المجمل { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } [ الرحمن : 24 ] أي كالجبال في العظم . 3 - المجاز المرسل { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ } [ الرحمن : 27 ] أي ذاته المقدسة وهو من باب إِطلاق الجزء وإِرادة الكل . 4 - الاستعارة التمثيلية { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ } [ الرحمن : 31 ] شبَّه انتهاء الدنيا وما فيها من تدبير شئون الخلق ومجيء الآخرة وبقاء شأن واحد وهو محاسبة الإِنس والجن بفراغ من يشغله أمور فتفرَّغ لأمرٍ واحد ، والله تعالى لا يشغله شأن عن شأن وإِنما هو على سبيل التمثيل . 5 - الأمر التعجيزي { إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ … فَٱنفُذُواْ } [ الرحمن : 33 ] فالأمر هنا للتعجيز . 6 - التشبيه البليغ { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً } [ الرحمن : 37 ] أي كالوردة في الحمرة حذف وجه الشبه وأداة التشبيه فصار بليغاً . 7 - الجناس الناقص { وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ } لتغير الشكل والحروف ، ويسمَّى جناس الاشتقاق . 8 - الإِيجاز بحذف الموصوف وإِبقاء الصفة { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } أي نساءٌ قصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إِلى غيرهم . 9 - السجع المرصَّع غير المتكلف كأنه حبات در منظومة في سلكٍ واحد إقرأ قوله تعالى { ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ * خَلَقَ ٱلإِنسَانَ * عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ } [ الرحمن : 1 - 4 ] وأمثاله في السورة كثير . فَائِدَة : تسمى سورة الرحمن " عروس القرآن " لما ورد " لكل شيء عروسٌ ، وعروسُ القرآنِ سورةُ الرحمن " .