Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 4-4)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ بعض القراء { مَلِكَ } وقرأ آخرون { مالك } وكلاهما صحيح متواتر ، و { مالك } مأخوذ من المِلْك كما قال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [ مريم : 40 ] ، و { ملك } مأخوذ من المُلْك كما قال تعالى : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } [ غافر : 16 ] وقال : { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ } [ الفرقان : 26 ] ، وتخصيصُ الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه ، لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين وذلك عام في الدنيا والآخرة ، وإنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئاً ، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه كما قال تعالى : { لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } [ النبأ : 38 ] ، وقال تعالى : { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } [ هود : 105 ] ، وعن ابن عباس قال : يوم الدين يوم الحساب للخلائق ، يدينهم بأعمالهم إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، إلا من عفا عنه . والمَلِكُ في الحقيقة هو الله عز وجل ، فأما تسمية غيره في الدنيا بملك فعلى سبيل المجاز ، وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ، ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون " . و { ٱلدِّينِ } : الجزاء والحساب كما قال تعالى : { أَإِنَّا لَمَدِينُونَ } [ الصافات : 53 ] أي مجزيون محاسبون ، وفي الحديث : " الكَيّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت " أي حاسب نفسه ، وعن عمر رضي الله عنه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " .