Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 1, Ayat: 7-7)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } مفسّر للصراط المستقيم ، والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في سورة النساء : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } [ النساء : 69 ] ، وعن ابن عباس : صراط الذين أنعمتَ عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصدّيقين والشهداء والصالحين ، وذلك نظير الآية السابقة ، وقال الربيع بن أنَس : هم النبيّون ، وقال ابن جريج ومجاهد : هم المؤمنون ، والتفسير المتقدم عن ابن عباس أعم وأشمل . وقوله تعالى : { غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ } بالجر على النعت ، والمعنى : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمتَ عليهم ممن تقدم وصفهم ونعتهم ، وهم أهل الهداية والاستقامة ، غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين علموا الحق وعدلوا عنه ، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم ، فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق ، وأكد الكلام بـ ( لا ) ليدل على أن ثَمَّ مسلكين فاسدين وهما : طريقة اليهود ، وطريقة النصارى ، فجيء بـ ( لا ) لتأكيد النفي وللفرق بين الطريقتين ليجتنب كل واحدٍ منهما ، فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به ، واليهودُ فقدوا العمل ، والنصارى فقدوا العلم ، ولهذا كان الغضب لليهود ، والضلال للنصارى ، لكن أخصُّ أوصاف اليهود الغضب كما قال تعالى عنهم : { مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ } [ المائدة : 60 ] ، وأخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى عنهم : { قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } [ المائدة : 77 ] ، وبهذا وردت الأحاديث والآثار ، فقد روي عن عدي بن حاتم أنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : { غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم } قال : هم اليهود { وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ } قال : النصارى . ويستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها : ( آمين ) ومعناه : اللهم استجب ، لما روي عن أبي هريرة أنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا { غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ } قال : آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول " .