Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 26-26)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح ، { ٱلْحُسْنَىٰ } في الدار الآخرة { هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ } [ الرحمن : 60 ] وقوله : { وَزِيَادَةٌ } هي تضعيف ثواب الأعمال ويشمل ما يعطيهم الله في الجنة من القصور والحور والرضا عنهم ، وما أخفاه لهم من قرة أعين ، وأفضل من ذلك وأعلاه ، النظر إلى وجهه الكريم ، فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه لا يستحقونها بعملهم بل بفضله ورحمته ، وقد روى تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه الكريم الجمهور من السلف والخلف ، روى الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } ، وقال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، نادى منادٍ : يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه ، فيقولون : وما هو ألم يثقل موازيننا ؟ ألم يبيض وجوهنا ؟ ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار ؟ - قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم " وعن أبي موسى الأشعري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبعث يوم القيامة منادياً ينادي : يا أهل الجنة - بصوت يسمع أولهم وآخرهم - إن الله وعدكم الحسنى وزيادة ، فالحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الرحمٰن عزّ وجلّ " وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عزّ وجلّ . { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } قال : " الحسنى : الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله عزّ وجلّ " ، وقوله تعالى : { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ } أي قتام وسواد في عرصات المحشر ، كما يعتري وجوه الكفرة الفجرة من القترة والغبرة ، { وَلاَ ذِلَّةٌ } أي هوان وصغار ، بل هو كما قال تعالى في حقهم : { فَوَقَاهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَومِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً } [ الإنسان : 11 ] أي نضرة في وجوههم وسروراً في قلوبهم ، جعلنا الله منهم بفضله ورحمته آمين .