Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 80-81)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبراً عن نبيّه لوط عليه السلام إن لوطاً توعدهم بقوله : { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً } الآية ، أي لكنت نكلت بكم وفعلت بكم الأفاعيل بنفسي وعشيرتي ، ولهذا ورد في الحديث : " رحمة الله على لوط لقد كان يأوي إلى ركن شديد - يعني الله عزّ وجلّ - فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه " ، فعند ذلك أخبرته الملائكة أنهم رسل الله إليه ، وأنهم لا وصول لهم إليه ، { قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ } وأمروه أن يسري بأهله من آخر الليل وأن يتبع أدبارهم ، أي يكون ساقة لأهله ، { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } أي إذا سمعت ما نزل بهم ولا تهولنكم تلك الأصوات المزعجة ، وقوله : { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ } ذكروا أنها خرجت معهم وأنها لما سمعت الوجبة التفتت وقالت : واقوماه ، فجاءها حجر من السماء فقتلها ، ثم قربوا له هلاك قومه تبشيراً له لأنه قال لهم : أهلكوهم الساعة ، فقالوا : { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } ؟ هذا وقوم لوط وقوف على الباب وعكوف ، قد جاءوا يهرعون إليه من كل جانب ، ولوط واقف على الباب يدافعهم ويردعهم وينهاهم عما هم فيه ، وهم لا يقبلون منه ، بل يتوعدونه ويتهددونه ، فعند ذلك خرج عليهم جبريل عليه السلام ، فضرب وجوههم بجناحه فطمس أعينهم ، فرجعوا وهم لا يهتدون الطريق ؛ كما قال تعالى : { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } [ القمر : 37 ] الآية .