Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 24-24)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلفت أقوال الناس وعباراتهم في هذا المقام ، فقيل : المراد بهمه بها خطرات حديث النفس ، حكاه البغوي عن بعض أهل التحقيق ، ثم أورد البغوي هٰهنا حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : إذا همّ عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة ، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها ، وإن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها حسنة ، فإنما تركها من جرائي ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها " ، وقيل : همَّ بضربها ، وقيل : تمناها زوجة ؛ وقيل : هم بها لولا أن رأى برهان ربه ، أي فلم يهم بها ، وأما البرهان الذي رآه ففيه أقوال أيضاً ، قيل : رأى صورة أبيه يعقوب عاضاً على إصبعه بفمه ؛ وقيل : رأى خيال الملك يعني سيده ، وقال ابن جرير عن محمد ابن كعب القرظي قال : رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت ، فإذا كتاب في حائط البيت : { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ } [ الإسراء : 32 ] { إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَآءَ سَبِيلاً } [ النساء : 22 ] ؛ وقيل : ثلاث آيات من كتاب الله : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } [ الانفطار : 10 ] الآية ، وقوله : { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ } [ يونس : 61 ] الآية ، وقوله : { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [ الرعد : 33 ] ، قال ابن جرير : والصواب أن يقال : إنه أي آية من آيات الله تزجره عما كان همَّ به ، وجائز أن يكون صورة يعقوب ، وجائز أن يكون صورة الملك ، وجائز أن يكون ما رآه مكتوباً من الزجر عن ذلك ، ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك ، فالصواب أن يطلق ، كما قال الله تعالى ، وقوله : { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ وَٱلْفَحْشَآءَ } أي كما أريناه برهاناً صرفه عما كان فيه كذلك نقيه السوء والفحشاء في جميع أموره ، { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ } أي من المجتبين المطهرين المختارين المصطفين الأخيار ، صلوات الله وسلامه عليه .