Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 40-41)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لرسوله : { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ } يا محمد بعض الذي نعد أعداءك من الخزي والنكال في الدنيا ، { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } أي قبل ذلك { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ } أي إنما أرسلناك لتبلغهم رسالة الله وقد فعلت ما أمرت به { وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } أي حسابهم وجزاؤهم كقوله تعالى : { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } [ الغاشية : 25 - 26 ] . وقوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قال ابن عباس : أولم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض ، وقال مجاهد وعكرمة : { نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } قال : خرابها ، وقال الحسن والضحاك : هو ظهور المسلمين على المشركين ، قال : نقصان الأنفس والثمرات وخراب الأرض ، وقال الشعبي : لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك ، ولكن تنقص الأنفس والثمرات ، وقال ابن عباس في رواية : خرابها بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها . وكذا قال مجاهد أيضاً : هو موت العلماء ، وأنشد أحمد بن غزال : @ الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلَّ بها وإن أبي عاد في أكنافها التلف @@ والقول الأول أولى ، وهو ظهور الإسلام على الشرك قرية بعد قرية ، كقوله : { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلْقُرَىٰ } [ الأحقاف : 27 ] الآية ، وهذا اختيار ابن جرير .