Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 5-7)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يمتن تعالى على عباده بما خلق لهم من الأنعام وهي ( الإبل والبقر والغنم ) وبما جعل لهم فيها من المصالح والمنافع من أصوافها وأوبارها وأشعارها يلبسون ويفترشون ، ومن ألبانها يشربون ، ويأكلون من أولادها وما لهم فيها من الجمال وهو الزينة ، ولهذا قال : { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ } ، وهو وقت رجوعها عشياً من المرعى ، فإنها تكون أمده خواصر وأعظمه ضروعاً ، وأعلاه أسنمة ، { وَحِينَ تَسْرَحُونَ } أي غدوة حين تبعثونها المرعى ، { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } وهي الأحمال الثقيلة التي تعجزون عن نقلها وحملها ، { إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ } وذلك في الحج والعمرة والغزو والتجارة وما جرى مجرى ذلك ، تستعملونها في أنواع الاستعمال من ركوب وتحميل كقوله تعالى : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } [ غافر : 79 - 80 ] ، ولهذا قال هٰهنا بعد تعداد هذه النعم : { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } أي ربكم الذي قيض لكم هذه الأنعام وسخرها لكم كقوله : { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } [ يس : 72 ] ، وقال : { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } [ الزخرف : 12 ] ، قال ابن عباس : { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } أي ثياب ، { وَمَنَافِعُ } ما تنتفعون به من الأطعمة والأشربة ، ومنافع نسل كل دابة . وقال مجاهد : { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } أي لباس ينسج { وَمَنَافِعُ } مركبٌ ولحم ولبن . وقال قتادة : دفء ومنافع يقول : لكم فيها لباس ومنفعة وبُلغة ، وكذا قال غير واحد من المفسرين بألفاظ متقاربة .