Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 93-96)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى : { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ } أيها الناس { أُمَّةً وَاحِدَةً } أي لوفق بينكم ولما جعل اختلافاً ولا تباغض ولا شحناء ، { وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } ثم يسألكم يوم القيامة عن جميع أعمالكم فيجازيكم عليها على الفتيل والنقير والقطمير ، ثم حذر تعالى عباده عن اتخاذ الأيمان دخلاً : أي خديعة ومكراً لئلا تزل قدم { بَعْدَ ثُبُوتِهَا } مثلٌ لمن كان على الاستقامة فحاد عنها ، وزل عن طريق الهدى بسبب الأيمان الحانثة ، المشتملة على الصد عن سبيل الله ، لأن الكافر إذا رأى أن المؤمن قد عاهده ثم غدر به لم يبق له وثوق بالدين ، فيصد بسببه عن الدخول في الإسلام ، ولهذا قال : { وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ، ثم قال تعالى : { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } أي لا تعتاضوا عن الأيمان بالله عرض الحياة الدنيا وزينتها ، فإنها قليلة ولو حيزت لابن آدم الدنيا بحذافيرها لكان ما عند الله هو خير له ، أي جزاء الله وثوابه خير لمن رجاه وآمن به ، وطلبه وحفظ عهده رجاء موعوده ، ولهذا قال : { إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ } أي يفرغ وينقضي فإنه إلى أجل معدود ، { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ } أي وثوابه لكم في الجنة باق لا انقطاع ولا نفاد له ، فإنه دائم لا يحول ولا يزول { وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } قسم من الرب تعالى مؤكد باللام أنه يجازي الصابرين بأحسن أعمالهم أي ويتجاوز عن سيئها .