Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 83-84)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن نقص الإنسان من حيث هو ، إلاّ من عصمه الله تعالى في حالتي السراء والضراء ، فإنه إذا أنعم الله عليه بمال وعافية وفتح ورزق ونصر ، ونال ما يريد ، أعرض عن طاعة الله وعبادته ، ونأى بجانبه . قال مجاهد : بَعُد عنا ، وهذا كقوله تعالى : { فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ } [ الإسراء : 67 ] ، وبأنه إذا مسه الشر وهو المصائب والحوادث والنوائب { كَانَ يَئُوساً } أي قنط أن يعود ، يحصل له بعد ذلك خير ، كقوله تعالى : { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } [ هود : 9 - 10 ] ، وقوله تعالى : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ } قال ابن عباس : على ناحيته ، وقال مجاهد : على حدته وطبيعته ، وقال قتادة : على نيته ، وقال ابن زيد : على دينه ، وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى ، وهذه الآية - والله أعلم - تهديد المشركين ووعيد لهم ، كقوله تعالى : { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } [ ٍهود : 121 ] الآية . ولهذا قال : { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً } أي منا ومنكم ، وسيجزي كل عامل بعمله ، فإنه لا تخفى عليه خافية .