Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 57-59)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : وأي عباد الله أظلم ممن ذكّر بآيات الله فأعرض عنها ، أي تناساها وأعرض عنها ولم يصغ لها ، ولا ألقى إليها بالاً { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } أي من الأعمال السيئة والأفعال القبيحة ، { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } أي قلوب هؤلاء { أَكِنَّةً } أي أغطية وغشاوة ، { أَن يَفْقَهُوهُ } أي لئلا يفهموا هذا القرآن والبيان ، { وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً } : أي صمماً معنوياً عن الرشاد ، { وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } ، وقوله : { وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ } : أي ربك يا محمد غفور ذو رحمة واسعة ، { لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ } ، كما قال : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } [ فاطر : 45 ] ، وقال : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ الرعد : 6 ] والآيات في هذا كثيرة شتى ، ثم أخبر أنه يحلم ويستر ويغفر وربما هدى بعضهم من الغي إلى الرشاد ، ومن استمر منهم فله يوم يشيب فيه الوليد وتضع كل ذات حمل حملها ، ولهذا قال : { بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } : أي ليس لهم عنه محيص ولا محيد ، ولا معدل ، وقوله : { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } أي الأمم السالفة والقرون الخالية أهلكناهم بسبب كفرهم وعنادهم { وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً } : أي جعلناه إلى مدة معلومة ووقت معين لا يزيد ولا ينقص ، أي وكذلك أنتم أيها المشركون احذروا أن يصيبكم ما أصابهم فقد كذبتم أشرف رسول الله وأعظم نبي ، ولستم بأعز علينا منهم فخافوا عذابي ونذري .