Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 66-70)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن الإنسان ، أنه يتعجب ويستبعد إعادته بعد موته ، كما قال تعالى : { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } [ الرعد : 5 ] ، وقال : { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } [ يس : 77 - 78 ] ، وقال هٰهنا : { وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً * أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } ، يستدل تعالى بالبداءة على الإعادة ، يعني أنه تعالى قد خلق الإنسان ولم يك شيئاً ، أفلا يعيده ؟ وقد صار شيئاً ، كما قال تعالى : { وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [ الروم : 27 ] ، وفي " الصحيح " : " يقول الله تعالى كذبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني ، وآذاني ابن آدم ولم يكن له أن يؤذيني ، أما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون عليّ من آخره ، وأما أذاه إياي فقوله : إن لي ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد " وقوله : { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ } أقسم الرب تبارك وتعالى بنفسه الكريمة ، أنه لا بدّ أن يحشرهم جميعاً ، وشياطينهم الذين كانوا يعبدون من دون الله ، { ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } ، قال ابن عباس : يعني قعوداً كقوله : { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } [ الجاثية : 28 ] وقال السدي في قوله { جِثِيّاً } يعني قياماً ، وروي عن ابن مسعود مثله . وقوله : { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ } يعني من كل أمة قاله مجاهد ، { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } قال الثوري عن ابن مسعود قال : يحبس الأول على الآخر ، حتى إذا تكاملت العدة أتاهم جميعاً ، ثم بدأ بالأكابر فالأكابر جرماً ، وهو قوله : { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } ، وقال قتادة : ثم لننزعن من أهل كل دين قادتهم ورؤساءهم في الشر ، وكذا قال ابن جريج وغير واحد من السلف ، وهذا كقوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا ٱدَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ ٱلنَّارِ } [ الأعراف : 38 ] ، وقوله : { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً } ، المراد أنه تعالى أعلم بمن يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم ويخلد فيها ، وبمن يستحق تضعيف العذاب كما قال في الآية المتقدمة : { قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لاَّ تَعْلَمُونَ } [ الأعراف : 38 ] .