Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 10-10)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي شكٌّ { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } شكاً ، وعن ابن عباس { مرضٌ } نفاقٌ { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } نفاقاً ، وهذا كالأول . وقال عبد الرحمٰن بن أسلم : هذا مرضٌ في الدين وليس مرضاً في الأجساد ، والمرض الشك الذي دخلهم في الإسلام { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } أي زادهم رجساً . وقرأ : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } [ التوبة : 124 - 125 ] يعني شراً إلى شرهم ، وضلالة إلى ضلالتهم وهذا الذي قاله هو الجزاء من جنس العمل . { وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } وقرئ { يَكْذبون } و { يُكَذّبون } وقد كانوا متصفين بهذا وهذا ، فإنهم كانوا كذبة ويكذبون بالغيب ، يجمعون بين هذا وهذا ، وحكمة كفّه عليه الصلاة والسلام عن قتل المنافقين ، مع علمه بأعيان بعضهم ما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه : " أكره أن يتحدث العرب أن محمداً يقتل أصحابه " ، ومعنى هذا خشيته عليه السلام أن يقع بسبب ذلك تغير لكثير من الأعراب عن الدخول في الإسلام ، ولا يعلمون حكمة قتله لهم ، وأن قتله إياهم إنما هو على الكفر ، فإنهم إنما يأخذونه بمجرد ما يظهر لهم فيقولون : إن محمداً يقتل أصحابه . وقال الشافعي : إنما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم ، لأن ما يظهرونه يجبُّ ما قبله ، وفي الحديث المجمع على صحته : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزّ وجل " ومعنى هذا أن من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهراً ، فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الآخرة ، وإن لم يعتقدها لم ينفعه جريان الحكم عليه في الدنيا : { يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } [ الحديد : 14 ] الآية فهم يخالطونهم في المحشر فإذا حقت المحقوقية تميزوا منهم وتخلفوا بعدهم { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } [ سبأ : 54 ] .