Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 11-12)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال السُّدي عن ابن مسعود وعن أُناسٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : هم المنافقون ، والفساد في الأرض هو الكفر والعمل بالمعصية ، وقال أبو العالية : { لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني لا تعصوا في الأرض ، وكان فسادهم ذلك معصية الله ، لأنه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصيته فقد أفسد في الأرض ، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة ، وقال مجاهد : إذا ركبوا معصية الله فقيل لهم : لا تفعلوا كذا وكذا قالوا : إنما نحن على الهدى مصلحون . قال ابن جرير : فأهل النفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم ربهم ، وركوبهم ما نهاهم عن ركوبه ، وتضييعهم فرائضه ، وشكهم في دينه ، وكذبهم المؤمنين بدعواهم غير ما هم مقيمون عليه من الشك والريب ، ومظاهرتهم أهل التكذيب بالله وكتبه ورسله على أولياء الله إذا وجدوا إلى ذلك سبيلاً ، فذلك إفساد المنافقين في الأرض ، وهم يحسبون أنهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها . فالمنافق لما كان ظاهره الإيمان اشتبه أمره على المؤمنين ، وغرَّهم بقوله الذي لا حقيقة له ، ووالى الكافرين على المؤمنين ، ولو أنه استمر على حاله الأول لكان شره أخف ، ولهذا قال تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } أي نريد أن نداري الفريقين من المؤمنين والكافرين ، ونصطلح مع هؤلاء وهؤلاء ، قال ابن عباس { إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } أي إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب . يقول الله تعالى : { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } يقول : ألا إن هذا الذي يزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد ، ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فساداً .