Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 170-171)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } للكفرة المشركين : { ٱتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } على رسوله ، واتركوا ما أنتم عليه من الضلال والجهل ، قالوا في جواب ذلك : { بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا } أي ما وجدنا عليه آباءنا ، أي من عبادة الأصنام والأنداد . قال الله تعالى منكراً عليهم : { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ } أي الذين يقتدون بهم ويقتفون أثرهم { لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } أي ليس لهم فهم ولا هداية ، عن ابن عباس أنها نزلت في طائفة من اليهود ، دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ، فقالوا : بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، فأنزل الله هذه الآية . ثم ضرب لهم تعالى مثلاً ، كما قال تعالى : { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ } [ النحل : 60 ] ، فقال : { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي فيما هم فيه من الغي والضلال والجهل ، كالدواب السارحة التي لا تفقه ما يُقال لها ، بل إذا نعق بها راعيها ، أي دعاها إلى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولا تفهمه بل إنما تسمع صوته فقط ، هكذا روي عن ابن عباس . وقيل : إنما هذا مثل ضرب لهم في دعائهم الأصنام التي لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئاً ، واختاره ابن جرير ، والأول أولى لأن الأصنام لا تسمع شيئاً ولا تعقله ولا تبصره ولا بطش لها ولا حياة فيها ، وقوله : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } أي صم عن سماع الحق ، بُكْمٌ لا يتفوهون به ، عمي عن رؤية طريقه ومسلكه { فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } أي لا يعقلون شيئاً ولا يفهمونه ، كما قال تعالى : { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الأنعام : 39 ] .