Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 186-186)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
روي أن أعرابياً قال : يا رسول الله : أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ } ، وعن الحسن قال : سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين ربنا ؟ فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } الآية . وقال عطاء : إنه بلغه لما نزلت { وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [ غافر : 60 ] قال الناس : لو نعلم أيّ ساعة ندعو ؟ فنزلت : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } ، وعن أبي موسى الأشعري قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فجعلنا لا نصعد شرفاً ، ولا نعلو شرفاً ، ولا نهبط وادياً ، إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير . قال : فدنا منا فقال : " يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً ، إن الذين تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ، يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله " . وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تعالى : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " ( قلت ) : وهذا كقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } [ النحل : 128 ] ، وقوله لموسى وهارون عليهما السلام : { إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } [ طه : 46 ] والمراد من هذا أنه تعالى لا يخيب دعاء داع ، ولا يشغله عنه شيء ، بل هو سميع الدعاء ففيه ترغيبٌ في الدعاء وأنه لا يضيع لديه تعالى ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين " وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من مسلم يدعو الله عزّ وجلّ بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الأخرى ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " ، قالوا : إذن نكثر ، قال : " الله أكثر " وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله عزّ وجلّ بدعوة إلا آتاه الله إياها أو كفَّ عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل " . قيل : يا رسول الله ! وما الاستعجال ؟ قال : " يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي يستجاب عند ذلك ويدع الدعاء " " . وقال صلى الله عليه وسلم : " القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض ، فإذا سألتم الله أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل " وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء ، متخللة بين أحكام الصيام ، وإرشاد إلى الاجتهاد عند إكمال العدة ، بل وعند كل فطر ، كما روي عن عبد الله بن عمرو قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد " قال عبيد الله بن أبي مليكة : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : إذا أفطر : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شي أن تغفر لي . وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين " .