Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 246-246)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال وهب بن منبه وغيره : كان بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام على طريق الاستقامة مدة من الزمان ، ثم أحدثوا الأحداث وعبد بعضهم الأصنام ، ولم يزل بين أظهرهم من الأنبياء من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويقيمهم على منهج التوراة إلى أن فعلوا ما فعلوا فسلط الله عليهم أعداءهم ، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا خلقاً كثيراً وأخذوا منهم بلاداً كثيرة ، ولم يكن أحد يقاتلهم إلا غلبوه ، وذلك أنهم كان عندهم التوراة والتابوت الذي كان في قديم الزمان ، وكان ذلك موروثاً لخلفهم عن سلفهم إلى موسى الكليم عليه الصلاة والسلام ، فلم يزل بهم تماديهم على الضلال حتى استلبه منهم بعض الملوك في بعض الحروب ، وأخذ التوراة من أيديهم ولم يبق من يحفظها فيهم إلا القليل ، وانقطعت النبوة من أسباطهم ولم يبق من سبط ( لاوي ) الذي يكون فيه الأنبياء إلا امرأة حامل من بعلها ، وقد قتل فأخذوها فحبسوها في بيت واحتفظوا بها لعل الله يرزقها غلاماً يكون نبياً لهم ، ولم تزل المرأة تدعو الله عزّ وجلّ أن يرزقها غلاماً فسمع الله لها ووهبها غلاماً فسمته ( شمويل ) أي سمع الله دعائي ومنهم من يقول : ( شمعون ) وهو بمعناه فشب ذلك الغلام ونشأ فيهم وأنبته الله نباتاً حسناً ، فلما بلغ سن الأنبياء أوحى الله إليه وأمره بالدعوة إليه وتوحيده ، فدعا بني إسرائيل فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكاً يقاتلون معه أعداءهم ، وكان الملك أيضاً قد باد فيهم فقال لهم النبي : فهل عسيتم إن أقام الله لكم ملكاً ألا تقاتلوا وتفوا بما التزمتم من القتال معه ؟ { قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا } أي وقد أخذت منا البلاد وسبيت الأولاد ! قال الله تعالى : { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } أي ما وفوا بما وعدوا بل نكل عن الجهاد أكثرهم والله عليم بهم .