Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 260-260)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكروا لسؤال إبراهيم عليه السلام أسباباً ، منها أنه لما قال لنمرود : { رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ } [ البقرة : 258 ] أحب أن يترقى من ( علم اليقين ) بذلك إلى ( عين اليقين ) ، وأن يرى ذلك مشاهدة ، فقال : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } . فأما الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نحن أحق بالشك من إبراهيم ، إذ قال : رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال : أو لم تؤمن ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئن قلبي " ، فليس المراد هٰهنا بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده ، بلا خلاف . وقوله تعالى : { قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ } ، اختلف المفسرون في هذه الأربعة ما هي ؟ وإن كان لا طائل تحت تعيينها ، إذ لو كان في ذلك مهم لنص عليه القرآن ، فروي عن ابن عباس أنه قال : أخذ وزاً ورألاً وهو ( فرخ النعام ) وديكاً وطاووساً ، وقال مجاهد : كانت حمامة وديكاً وطاووساً وغراباً ، وقوله : { فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ } أي وقطعهن . وعن ابن عباس { فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ } أوثقهن فلما أوثقهن ذبحهن ثم جعل على كل جبل منهن جزءاً ، فذكروا أنه عمد إلى أربعة من الطير فذبحهن ثم قطعهن ونتف ريشهن ومزقهن وخلط بعضهن ببعض ، ثم جزأهن أجزاء وجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم أمره الله عزّ وجلّ أن يدعوهن فدعاهن كما أمره الله عزّ وجلّ ، فجعل ينظر إلى الريش يطير إلى الريش ، والدم إلى الدم ، واللحم إلى اللحم ، والأجزاء من كل طائر يتصل بعضها إلى بعض حتى قام كل طائر على حدته وأتينه يمشين ، سعياً ليكون أبلغ له في الرؤية التي سألها . ولهذا قال : { وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي عزيز لا يغلبه شيء ولا يمتنع من شيء ، وما شاء كان بلا ممانع لأنه القاهر لكل شيء ، حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره .