Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 47-47)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يذكرهم تعالى بسالف نعمه على آبائهم وأسلافهم ، وما كان فضَّلهم به من إرسال الرسل منهم وأنزل الكتب عليهم وعلى سائر الأُمم من أهل زمانهم كما قال تعالى : { وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } [ الدخان : 32 ] ، وقال تعالى : { وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ } [ المائدة : 20 ] ، قال أبو العالية في قوله تعالى : { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } على عالم مَنْ كان في ذلك الزمان فإن لكل زمان عالماً ، ويجب الحمل على هذا ، لأن هذه الأمة أفضل منهم لقوله تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } [ آل عمران : 110 ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنتم توفون سبعين أُمّة أنتم خيرها وأكرمها على الله " ، والأحاديث في هذا كثيرة ، وقيل : المراد تفضيلٌ بنوع ما من الفضل على سائر الناس ، ولا يلزم تفضيلهم مطلقاً ، حكاه الرازي وفيه نظر . وقيل : فضّلوا على سائر الأُمم لاشتمال أُمتهم على الأنبياء منهم وفيه نظر ، لأن العالمين عام يشمل من قبلهم ، ومن بعدهم من الأنبياء ، فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر أنبيائهم ، ومحمّد بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق ، وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة صلوات الله وسلامه عليه .