Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 113-114)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : ولما كان يوم المعاد والجزاء واقعاً لا محالة أنزلنا القرآن بشيراً ونذيراً بلسان عربي مبين { صَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } أي يتركون المآثم والمحارم والفواحش { أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً } وهو إيجاد الطاعة وفعل القربات ، { فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ } أي تنزه وتقدس الملك الحق ، الذي وعده حق ووعيده حق ، وعدله تعالى أن لا يعذب أحداً قبل الإنذار وبعثه الرسل لئلا يبقى لأحد حجة ولا شبهة ، وقوله : { وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ } ، كقوله تعالى : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [ القيامة : 16 - 17 ] وثبت في " الصحيح " عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعالج من الوحي شدة ، فكان مما يحرك به لسانه ، فأنزل الله هذه الآية يعني أنه عليه السلام كان إذا جاءه جبريل بالوحي ، كلما قال جبريل آية قالها معه ، من شدة حرصه على حفظ القرآن فأرشده الله تعالى إلى ما هو الأسهل والأخف في حقه لئلا يشق عليه فقال : { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [ القيامة : 16 - 17 ] أي أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه على الناس من غير أن تنسى منه شيئاً ، { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [ القيامة : 18 - 19 ] ، وقال في هذه الآية : { وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ } أي بل انصت ، فإذا فرغ الملك من قراءته عليك فاقرأه بعده ، { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } أي زدني منك علماً ، ولم يزل صلى الله عليه وسلم في زيادة حتى توفاه الله عزَّ وجلَّ ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً والحمد لله على كل حال " .