Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 115-122)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عن ابن عباس قال : إنما سمي الإنسان لأنه عهد إليه فنسي ، وقال مجاهد والحسن : ترك ، وقوله : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ } يذكر تعالى تشريف آدم وتكريمه وما فضله به على كثير ممن خلق تفضيلاً ، { فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ } أي امتنع واستكبر ، { فَقُلْنَا يآءَادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ } يعني حواء عليهما السلام ، { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ } أي إياك أن تسعى في إخراجك منها ، فتتعب وتعنى وتشقى في طلب رزقك ، فإنك هٰهنا في عيش رغيد هنيء بلا كلفة ولا مشقة ، { إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ } إنما قرن بين الجوع والعري لأن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر ، { وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَىٰ } وهذان أيضاً متقابلان ، فالظمأ حر الباطن وهو العطش ، والضحى حر الظاهر . وقوله : { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } قد تقدم أنه دلاهما بغرور { وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } [ الأعراف : 21 ] ، وقد تقدم أن الله تعالى عهد إلى آدم وزوجه أن يأكلا من كل الثمار ولا يقربا هذه الشجرة المعينة في الجنة ، فلما يزل بهما إبليس حتى أكلا منها . وقوله : { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } ، روي أن الله خلق آدم رجلاً طوالاً كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق ، فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه ، فأول ما بدا منه عورته ، فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة ، فناداه الرحمٰن : يا آدم مني تفر ؟ فلما سمع كلام الرحمٰن قال : يا رب لا ولكن استحياء ، أرأيت إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة ؟ قال : نعم ، فذلك قوله : { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ } [ البقرة : 37 ] . وقوله تعالى : { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } ، قال مجاهد : يرقعان كهيئة الثوب ، وروى ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : ينزعان ورق التين فيجعلانه على سوآتهما ، وقوله : { وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ * ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ } ، روى البخاري ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حاجَّ موسى آدم فقال له : أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم ؟ قال آدم : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ؟ أتلومني على أمر كتبه الله عليَّ قبل أن يخلقني ، أو قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى " ، وفي رواية لابن أبي حاتم : " احتج آدم وموسى عند ربهما ، فحج آدم موسى . قال موسى : أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك في جنته ، ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك ! قال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه ، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء ، وقربك نجياً ، فكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق ؟ قال موسى : بأربعين عاماً ، قال آدم : فهل وجدت فيها وعصى آدم ربه فغوى ؟ قال : نعم ، قال : أفتلومني على أن عملت عملاً كتب الله عليّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحجَّ آدمُ موسى " .