Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 128-130)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { أَفَلَمْ يَهْدِ } لهؤلاء المكذبين بما جئتهم به يا محمد ، كم أهلكنا من الأمم المكذبين بالرسل قبلهم ، فبادوا فليس لهم باقية ولا عين ولا أثر ، كما يشاهدون ذلك من ديارهم الخالية ، التي خلفوهم فيها يمشون فيها ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } أي العقول الصحيحة والألباب المستقيمة ، كما قال تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } [ الحج : 46 ] ، وقال : { أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } الآية ؛ ثم قال تعالى : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } أي لولا الكلمة السابقة من الله وهو أنه لا يعذب أحداً إلاّ بعد قيام الحجة عليه ، والأجل المسمى الذي ضربه الله تعالى لهؤلاء المكذبين إلى مدة معينة لجاءهم العذاب بغتة ، ولهذا قال لنبيّه مسلياً له : { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } أي من تكذيبهم لك ، { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ } يعني صلاة الفجر { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } يعني صلاة العصر ، كما جاء في " الصحيحين " : " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا " ثم قرأ هذه الآية ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " وفي الحديث الصحيح : " أن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة ، ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه ، وإن أعلاهم منزلة لمن ينظر إلى الله تعالى في اليوم مرتين " وقوله : { وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ } : أي من ساعته فتهجد به ، وحمله بعضهم على المغرب والعشاء ، { وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ } في مقابلة آناء الليل { لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } ، كما قال تعالى : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } [ الضحى : 5 ] . وفي " الصحيح " : " يقول الله تعالى : يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ؟ فيقول : إني أعطيكم أفضل من ذلك ، فيقولون : وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً " .