Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 41-44)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } أي اصطفيتك واجتبيتك رسولاً لنفسي ، أي كما أريد وأشاء ، روى البخاري عند تفسيرها عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " التقى آدم وموسى ، فقال موسى أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ، فقال آدم : وأنت الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة ؟ قال : نعم ، قال : فوجدته مكتوباً عليّ قبل أن يخلقني ؟ قال : نعم ، فحج آدم موسى " وقوله { ٱذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي } أي بحججي وبراهيني ومعجزاتي { وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } قال ابن عباس : لا تبطئا ، وقال مجاهد عن ابن عباس : لا تضعفا ، والمراد أنهما لا يفتران في ذكر الله بل يذكران الله في حال مواجهة فرعون ليكون ذكر الله عوناً لهما عليه ، وقوة لهما وسلطاناً كاسراً له كما جاء في الحديث : " إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو مناجز قرنه " ، وقوله { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } أي تمرد وعتا ، وتجبر على الله وعصاه ، { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } هذه الآية فيها عبرة عظيمة ، وهي أن فرعون في غاية العتو والاستكبار ، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك ، ومع هذا أمر أن لا يخاطب فرعون إلاّ بالملاطفة واللين ، وعن الحسن البصري { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } أعذرا إليه ، قولا له : إن لك رباً ولك معاداً ، وإن بين يديك جنة وناراً ، والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين سهل رفيق ، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع ، كما قال تعالى : { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] ، وقوله { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } أي لعله يرجع عما هو فيه من الضلال والهلكة ، أو يخشى - أي يوجد طاعة من خشية ربه - كما قال تعالى : ( لمن أراد أن يذكر أو يخشى ) فالتذكر الرجوع عن المحذور ، والخشية تحصيل الطاعة ، وقال الحسن البصري : { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } يقول : لا تقل أنت يا موسى وأخوك هارون أهلكه قبل أن أعذر إليه .