Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 63-66)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا أيضاً من الدلالة على قدرته وعظيم سلطانه ، وأنه يرسل الرياح فتثير سحاباً فيمطر على الأرض الجرز ، التي لا نبات فيها وهي هامدة يابسة سوداء ممحلة { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } [ فصلت : 39 ] ، وقوله : { فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً } أي خضراء بعد يبسها ومحولها ، { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } أي عليم بما في أرجاء الأرض وأقطارها وأجزائها ، لا يخفى عليه خافية ، كما قال لقمان : { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } [ لقمان : 16 ] ، وقال تعالى : { وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ ٱلأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [ الأنعام : 59 ] ، وقوله : { مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } أي ملكه جميع الأشياء وهو غني عما سواه ، وكل شيء فقير إليه عبد لديه ، وقوله : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ } أي من حيوان وجماد وزروع وثمار كما قال : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } [ الجاثية : 13 ] أي من إحسانه وفضله وامتنانه { وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ } أي بتسخيره وتسييره ، أي في البحر العجاج وتلاطم الأمواج ، تجري الفلك بأهلها بريح طيبة فيحملون فيها ما شاءوا من بضائع ومنافع ، من بلد إلى بلد وقطر إلى قطر { وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } ولهذا قال : { إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } أي من ظلمهم كما قال في الآية الأخرى { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [ الرعد : 6 ] ، وقوله : { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ } ، كقوله : { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ البقرة : 28 ] ، وقوله : { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } [ الجاثية : 26 ] ، وقوله : { قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ } [ غافر : 11 ] ومعنى الكلام كيف تجعلون لله أنداداً وتعبدون معه غيره ، وهو المستقل بالخلق والرزق والتصرف ، { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ } أي خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئاً يذكر فأوجدكم ، { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } أي يوم القيامة ، { إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ } أي جحود لربه .