Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 67-69)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى أنه جعل لكل قوم منسكاً ، وأصل المنسك في كلام العرب هو الموضع الذي يعتاده الإنسان ويتردد إليه ، ولهذا سميت مناسك الحج بذلك ، لترداد الناس إليها وعكوفهم عليها ، والمراد لكل أمة نبي جعلنا منسكاً ، { فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي ٱلأَمْرِ } أي هؤلاء المشركون ، { هُمْ نَاسِكُوهُ } أي فاعلوه فالضمير هٰهنا عائد على هؤلاء الذين لهم مناسك وطرائق ، فلا تتأثر بمنازعتهم لك ولا يصرفك ذلك عما أنت عليه من الحق ، ولهذا قال : { وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } أي طريق واضح مستقيم موصل إلى المقصود ، وهذه كقوله : { وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ ٱللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ } [ القصص : 78 ] ، وقوله : { وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } تهديد شديد ووعيد أكيد كقوله : { هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } [ الأحقاف : 8 ] ، ولهذا قال : { ٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } ، وهذه كقوله تعالى : { فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ } [ الشورى : 15 ] الآية .