Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 11-11)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما قالوه من الكذب البحت ، والفرية التي غار الله عزَّ وجلَّ لها ولنبيه صلوات الله وسلامه عليه ، فأنزل الله تعالى براءتها صيانة لعرض الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ } أي جماعة منكم يعني ما هو واحد ولا اثنان بل جماعة ؛ فكان المقدم ن في هذه اللعنة ( عبد الله بن أبي بن سلول ) رأس المنافقين ، فإنه كان يجمعه ويستوشيه حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين ، فتكلموا به ، وجوزه آخرون منهم ، وبقي الأمر كذلك قريباً من شهر حتى نزل القرآن ؛ وبيان ذلك في الأحاديث الصحيحة . " عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج لسفر أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ، قالت عائشة رضي الله عنها : فأقرع بيننا في غزوة غزاها ، فخرج فيها سهمي ، وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك بعدما نزل الحجاب ، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه ، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ، ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل ، فقمت حين آذن بالرحيل ، فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي ، فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني ، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه ، قالت : وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلن ولم يغشهن اللحم ، إنما يأكلن العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل وساروا ، ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش ، فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب ، فتيممت منزلي الذي كنت فيه ، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي ، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش ، فأدلج فأصبح عند منزلي ، فرأى سواد إنسان نائم ، فأتاني فعرفني حين رآني ، وقد كان رآني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ، فوطئ على يدها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ، فهلك من هلك في شأني ، وكان الذي تولى كبره ( عبد الله بن أبي بن سلول ) . فقدمنا المدينة ، فاشتكيت حين قدمناها شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك ، ولا أشعر بشيء من ذلك ، وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي أرى منه حين أشتكي ، إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول : " كيف تيكم ؟ " فذلك الذي يريبني ولا أشعر بالشر ، حتى خرجت بعدما نقهت وخرجت معي أم مسطح قِبَل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلاّ ليلاً إلى ليل ؛ وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا ، وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه في البرية ، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها في بيوتنا ، فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف ، وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق ، وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف ، فأقبلت أنا وابنة أبي رهم أم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها : بئسما قلت ، تسبين رجلاً شهد بدراً ؟ فقالت : أي هنتاه ألم تسمعي ما قال ؟ قلت : وماذا قال ؟ قالت : فأخبرتني بقول أهل الإفك ، فازددت مرضاً إلى مرضي ، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ، ثم قال : " كيف تيكم ؟ " فقلت له : أتأذن لي أن آتي أبوي ، قالت : وأنا حينئذٍ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما ، فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي ، فقلت لأمي : يا أمتاه لماذا يتحدث الناس به ؟ فقالت أي بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلاّ أكثرن عليها ، قالت ، فقلت : سبحان الله وقد تحدث الناس بها ؟ فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ، ولا أكتحل بنوم ، ثم أصبحت أبكي . قالت : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( علي بن أبي طالب ) و ( أسامة بن زيد ) حين استلبث الوحي ، يسألهما ويستشيرهما في فراق أهله ، قالت : فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود ، فقال أسامة : يا رسول الله أهلك ولا نعلم إلاّ خيراً ، وأما علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الجارية تصدقك الخبر ، قالت : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال : " أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة ؟ " فقالت له بريرة : والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمراً قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه ، فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر : " يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي ، فوالله ما علمت على أهلي إلاّ خيراً ، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلاّ خيراً ، وما كان يدخل على أهلي إلاّ معي " ، فقام سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه فقال : أنا أعذرك منه يا رسول الله ، إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك ، قالت : فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية ، فقال لسعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله ، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل ، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة ، كذبت لعمر الله لنقتلنه ، فإنك منافق تجادل عن المنافق ، فتثاور الحيان الأوس والخزرج ، حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا ، وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ، ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي ، قالت : فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي إذا استأذنت عليّ امرأة من الأنصار ، فأذنت لها ، فجلست تبكي معي ، فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس ، قالت : ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل ، وقد لبث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء . قالت : فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ، ثم قال : " أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه وتاب تاب الله عليه " قالت : فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دميع حتى ما أحس منه قطرة ، فقلت لأبي : أجب عني رسول الله ، فقال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت لأمي : أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن : والله لقد علمت ، لقد سمعتم بهذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ، فلئن قلت لكم إني بريئة - والله يعلم أني بريئة - لا تصدقونني ، ولئن اعترفت بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتُصَدِّقُني ، فوالله ما أجد لي ولكم مثلاً إلاّ كما قال أبو يوسف : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } ، قالت : ثم تحولت فاضطجعت على فراشي ، قالت وأنا والله أعلم حينئذٍ أني بريئة ، وأن الله تعالى مبرئي ببراءتي ، ولكن : والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحيٌ يتلى ، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله فيّ بأمر يتلى ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها ، قالت : فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ، ولا خرج من أهل البيت أحد ، حتى أنزل الله تعالى على نبيه ، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي ، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ، وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت : فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال : " أبشري يا عائشة ، أما الله عزَّ وجلَّ فقد برأك " . قالت : فقالت لي أمي : قومي إليه ، فقلت : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلاّ الله عزَّ وجلَّ ، هو الذي أنزل براءتي ، وأنزل الله عزَّ وجلَّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ } العشر الآيات كلها ، فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر رضي الله عنه ، وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره : والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ، فأنزل الله تعالى : { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ } إلى قوله : { أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، فقال أبو بكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجَّع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ، وقال : والله لا أنزعها منه أبداً ، قالت عائشة : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ( زينب نبت جحش ) زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري ، فقال : " يا زينب ماذا علمت أو رأيت ؟ " فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلاّ خيراً ، قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله تعالى بالورع ، وطفقت أختها ( حمنة بنت جحش ) تحارب لها فهلكت فيمن هلك ، قال ابن شهاب فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط " . وروى الإمام أحمد عن عائشة قالت : لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر وتلا القرآن ، فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا حدَّهم ، وروى الإمام أحمد أيضاً عن مسروق " عن أم رومان قالت : بينا أنا عند عائشة إذ دخلت عليها امرأة من الأنصار فقالت : فعل الله بابنها وفعل ، فقالت عائشة : ولم ؟ قالت : إنه كان فيمن حدَّث الحديث ، قالت : وأي الحديث ؟ قالت : كذا وكذا ، قالت : وقد بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : نعم ، قالت : وبلغ أبا بكر ؟ قالت : نعم ، فخرت عائشة رضي الله عنها مغشياً عليها ، فما أفاقت إلاّ وعليها حمى بنافض ، قالت : فقمت فدثرتها ، قالت : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فما شأن هذه ؟ " فقلت : يا رسول الله أخذتها حمى بنافض ، قال : " فلعله في حديث تحدث به " قالت : فاستوت عائشة قاعدة ، فقالت : والله لئن حلفت لكم لا تصدقوني ، ولئن اعتذرت إليكم لا تعذروني ، فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه حين قال : { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } قالت : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عذرها ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فدخل ، فقال يا عائشة : " إن الله تعالى قد أنزل عذرك " ، فقالت : بحمد الله لا بحمدك ، فقال لها أبو بكر ، تقولين هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : نعم ، قالت : وكان فيمن حدث هذا الحديث رجل كان يعوله أبو بكر ، فحلف أن لا يصله ، فأنزل الله : { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ } إلى آخر الآية ، فقال أبو بكر بلى فوصله " . فقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ } أي الكذب والبهت والافتراء { عُصْبَةٌ } أي جماعة منكم { لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ } أي يا آل أبي بكر { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } أي في الدنيا والآخرة ، لسان صدق في الدنيا ورفعة منازل في الآخرة ، وإظهار شرف لهم باعتناء الله تعالى بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، حيث أنزل الله براءتها في القرآن العظيم ، ولهذا لما دخل عليها ابن عباس رضي الله عنه وعنها وهي في سياق الموت ، قال لها : أبشري فإنك زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يحبك ولم يتزوج بكراً غيرك ، ونزلت براءتك من السماء ، وقوله تعالى : { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ } أي لكل من تكلم في هذه القضية ، ورمى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بشيء من الفاحشة نصيب عظيم من العذاب ، { وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ } قيل : ابتدأ به ، وقيل : الذي كان يجمعه ويذيعه ويشيعه { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } أي على ذلك ، ثم الاكثرون على أن المراد بذلك إنما هو ( عبد الله بن أبي بن سلول ) قبحه الله تعالى ولعنه ، وهو الذي تقدم النص عليه في الحديث ؛ وقيل بل المراد به حسان بن ثابت ، وهو قول غريب ، فإنه من الصحابة الذين لهم فضائل ومناقب ومآثر ، وأحسن مآثره أنه كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره ، وهو الذي قال له صلى الله عليه وسلم : " هاجهم وجبريل معك " وقال مسروق : كنت عند عائشة رضي الله عنها ، فدخل حسان بن ثابت ، فأمرت فألقي له وسادة ، فلما خرج قلت لعائشة : ما تصنعين بهذا ؟ يعني يدخل عليك ، وفي رواية قيل لها : أتأذنين لهذا يدخل عليك ؟ وقد قال الله : { وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ، قالت : وأي عذاب أشد من العمى ، وكان قد ذهب بصره ، لعل الله أن يجعل ذلك هو العذاب العظيم ، ثم قالت : إنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي رواية أنه أنشدها عندما دخل عليها شعراً يمتدحها به فقال : @ حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل @@ فقالت : لكنك لست كذلك .